عنوان الفتوى : حكم الزيادة على الدعاء الوارد في القنوت
سؤالي عن دعاء القنوت: هل يمكن أن أدعو بعده بأدعية أخرى قبل السجود؟ أم يشترط في قنوتي دعاء القنوت المشهور فقط؟ وأيضا أنا رجل أستحيي أن يراني أحد وأنا أدعو الله، أو أصلي قيام الليل، فهل في ذلك إثم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، وبعد:
فإنه لا مانع شرعا من الزيادة على الذكر، أو الأذكار الواردة في القنوت، ولا يشترط لدعاء القنوت لفظ معين كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 55324
والأحسن أن يقول ما جاءت به السنة من الأدعية المأثورة مثل الدعاء المشهور الذي يرويه الحسن ـ رضي الله عنه ـ قال في منتهى الإرادات بعد أن ذكر الآثار الواردة في القنوت: وله أن يزيد ما شاء مما يجوز به الدعاء في الصلاة. انتهى.
وللفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 126531
أما عن السؤال الثاني: فالجواب أن ترك طاعة الله عز وجل من الدعاء وقيام الليل وغيرذلك حياء من الناس هو الحياء المذموم شرعا، لأنه يحول بين المرء وبين فعل الخير، وفيه نوع من الشرك وهو تلبيس من الشيطان وتثبيط، وعلى من ابتلي به أن يعمل النوافل التي يدعوه باعث الخجل والحياء إلى تركها امتثالا لأمرالله تعالى وترغيما للشيطان، وليجاهد نفسه في دفع الرياء وتحسين الإخلاص، وإن كان لا يمنعه من الطاعة فهذا لا شيء فيه، فمن كلام الفضيل بن عياض ـ رحمة الله تعالى عليه: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما.
وقال الغزالي ـ رحمه الله تعالى ـ في بيان ترك الطاعات خوفا من الرياء: الثانية: أن ينبعث لأجل الله ولكن يعترض الرياء مع عقد العبادة وأولها، فلا ينبغي أن يترك العمل، لأنه وجد باعثاً دينياً، فليشرع في العمل وليجاهد نفسه في دفع الرياء وتحسين الإخلاص بالمعالجات التي ذكرناها من إلزام النفس كراهة الرياء والإباء عن القبول.
الثالثة: أن يعقد على الإخلاص ثم يطرأ الرياء ودواعيه، فينبغي أن يجاهد في الدفع ولا يترك العمل لكي يرجع إلى عقد الإخلاص ويرد نفسه إليه قهراً حتى يتمم العمل، لأن الشيطان يدعوك أولاً إلى ترك العمل، فإذا لم تجب واشتغلت فيدعوك إلى الرياء، إذا لم تجب ودفعت بقي يقول لك: هذا العمل ليس بخالص وأنت مراء وتعبك ضائع فأي فائدة لك في عمل لا إخلاص؟ حتى يحملك بذلك على ترك العمل، فإذا تركته فقد حصلت غرضه فترك العمل من أجله هو ترك الإخلاص مع أصل العمل، فلا معنى له، وترك العمل خوفاً من قولهم إنه مراء هو عين الرياء، فلولا حبه لمحمدتهم وخوفه من ذمهم فما له ولقولهم قالوا إنه مراء، أو قالوا إنه مخلص؟ وأي فرق بين أن يترك العمل خوفاً من أن يقال إنه مراء، وبين أن يحسن العمل خوفاً من أن يقال إنه غافل مقصر؟ بل ترك العمل أشد من ذلك، فهذه كلها مكايد الشيطان على العباد الجهال. انتهى.
والله أعلم.