عنوان الفتوى : حكم تلفظ الصغير بألفاظ الكفر
أنا في صغري عند السادسة من عمري - أستغفر الله العظيم - قد قلت إني أحب الشيطان ولا أحب الله ـ أستغفر الله العظيم ـ ولكن لم أستغفر، ومضى على هذا سنوات، وأنا أدرس الدين الإسلامي، وأحفظ من القرآن ولم أتذكر ما قد قلته من هذا القول اللعين، وأنا في السادسة من عمري، ولكن وأنا الآن في 21 من عمري وتذكرت ما قلته وأنا في صغري هل هكذا أكون مرتدة عن الإسلام والعياذ بالله؟ كذلك وأنا في 21 من عمري قد قرأت أن تارك الصلاة كافر، وأخذ الشيطان يحدث لي بأني والعياذ بالله كافرة؛ لأني قد تركت الصلاة، ثم أخذ يأتي في عقلي شك من ناحية صحة أحاديث وأقوال الرسول، وأنا الآن خائفة أن أكون قد سببت الرسول، أو قد خطر في بالي أني مثل المسيحيين واليهود لأني تركت الصلاة، ولكني لا أتذكر هل قلت سبا أم لا؟ وللتأكيد قد قلت الشهادتين ثم اغتسلت بنية التأكيد على أني في الإسلام، ولكن بعد اغتسالي قد لبست ثيابا داخلية وخارجية، قد لبستها قبل الاغتسال وقبل قول الشهادتين، ولم أغسلها ولبستها دون غسل، كذلك استخدمت أدواتي كفرشة الشعر دون أن أغسلها، وقد استخدمتها قبل الاغتسال بنية التأكيد على أني في الإسلام هل هكذا علي إعادة قول الشهادتين والاغتسال؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما تلفظك بهذه الكلمة في السن المذكورة فإنه لا يعد كفرا، لأنك والحال ما ذكر كنت دون سن التمييز، والصبي غير المميز لا عبرة بأفعاله وأقواله بلا خلاف، وعند كثير من العلماء أنه لا تصح ردة الصبي المميز كذلك، وانظري الفتوى رقم: 128480.
وعليه؛ فلا تلتفتي إلى هذا الأمر الذي حصل منك في الصغر، بل أعرضي عنه، واعلمي أنه لا يؤثر في صحة إسلامك بحمد الله.
وأما ترك الصلاة فإنه من أعظم الذنوب، والعلماء مختلفون هل يكفر تارك الصلاة كفرا ينقل عن الملة أو لا؟ والذي نميل إليه أنه لا يكفر كفرا ينقل عن الملة، وانظري الفتوى رقم: 130853، وما دمت قد تبت من ترك الصلاة فإن الله تعالى يقبل توبتك ويقيل عثرتك، لكن عليك أن تحسبي ما تركته من الصلوات بعد بلوغك، ثم تقضين جميعها، وهذا قول أكثر أهل العلم، ولبيان كيفية القضاء انظري الفتوى رقم: 70806.
وأما ما يعرض لك من الوساوس فإنه لا يضرك ولا يؤثر في صحة إيمانك، ما دمت كارهة لهذه الوساوس نافرة منها، بل إنك تؤجرين على مجاهدتها ومدافعتها، وانظري الفتوى رقم: 147101، وما أحيل عليه فيها. وأما ثيابك وأدواتك المختلفة فلا حرج عليك في استعمالها البتة، ولو فرضنا أنه وقع منك ما يوجب الردة -مع أن هذا لم يحصل بحمد الله- فإنه لا تعلق للثياب ولا للأدوات الشخصية بهذا الأمر، ولا يجب غسلها قبل استعمالها على من تاب من الكفر والعياذ بالله.
ونحن ننصحك بمجاهدة الوساوس والسعي في التخلص منها، وننصحك بالاجتهاد في تعلم أحكام الشرع بالوسائل المتاحة، فإن في العلم شفاء من هذه الأدواء.
والله أعلم.