عنوان الفتوى : لا تعجل بالطلاق قبل سلوك طرق الإصلاح كلها
أنا شاب تونسي 27 سنة، تزوجت منذ 10 أشهر، وزوجتي تقيم معي في فرنسا، قمت مؤخراً بمساعدة أحد الإخوة لإحضار زوجته الحامل لتعيش معه في فرنسا؛ لأن الله جعلني قادرا على ذلك، إلا أني لم أخبر زوجتي بذلك إلا بعد أن أنهيت الإجراءات، فغضبت وشاجرتني بحجة أني أقصيها من حياتي بمثل هذه الأفعال، وكنت قد طلبت منها مراراً ألا تحدث أهلها بما يدور بيننا، إلا أني اكتشفت من خلال جهاز الحاسوب الخاص بي، والذي تستعمله في مكالمة أهلها أنها لم تكن تخبرهم بكل ما يجري بيننا فحسب، ولكن أيضا كانت دائما وحتى قبل هذه المشكلة وبدون أي سبب تغتابني بأبشع العبارات وأقبحها وتنكر كل خير فعلته معها، وأهلها يشجعونها على التمرد والعصيان، ويشهد الله أني لم أبخسها من حقها شيئاً، ولم أهنها ولم أجرحها، فكانت تنعتني بالمتخنث والعاجز وطموحي محدود في أمي وزوجة من دون شخصية، وتطمئنهم أنها تحكم قبضتها علي، وأنها تسيطر على كل شيء، وتغتاب أمي مع أخواتها، وأمها التي أهانت زوجها أمامي عدة مرات، وهو الآن في قطيعة مع والديه منذ سنوات بسببها، وأنا لم أذكر لكم كل الألفاظ التي بهتتني بها لأنها كانت بلهجتنا العامية، كما أنها لا تراعي ظروفي المادية، وأني لا أزال أدرس، أضف إلى ذلك أني صابر عليها منذ مدة لتهاونها في أمور دينها، فأنا صاحب الفتوى رقم: 149959، أفتوني جزاكم الله خيراً هل أكون ظالما لها إن طلقتها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كانت زوجتك على الحال الذي ذكرته عنها فهي عاصية لربها بتفريطها في أمور دينها، ومفرطة في حق زوجها بسبها له فهي بذلك امرأة ناشز، والناشز قد جعل الشرع سبيلاً لعلاجها سبق أن بيناه في الفتوى رقم: 1103.
والطلاق مباح شرعاً، وخاصة إن دعت إليه حاجة، وهو مستحب إن كانت المرأة مفرطة في دينها، وراجع الفتوى رقم: 12963، ولكننا لا ننصحك بالتعجل إليه، بل تدرج في محاولة إصلاحها من خلال الخطوات السابقة، فإن صلح حالها فالحمد لله، وإلا فالأولى أن تطلقها. وننبه إلى أمور منها:
أولاً: أنه لا يلزم الزوج أن يعلم زوجته بكل ما يريد أن يقدم عليه من تعامل، ولكن إذا لم يخش من ذلك مفسدة فقد يكون الأولى إعلامها تطييباً لخاطرها.
ثانياً: لا ينبغي للزوجة أن تطلع أهلها على ما يدور بينها وبين زوجها في حياتهما. وإذا اغتابت زوجها أو أهله فهي آثمة بذلك، ولها أن تطلب حقها من زوجها إن منعها إياه، ولكن لا تعترض على بره بأمه، بل ينبغي أن تعينه على ذلك.
ثالثاً: ينبغي للزوجة أن تراعي حالة زوجها فلا تطلب منه ما لا يطيق، والزوجة الناجحة هي التي تعين زوجها على تحمل أعباء الحياة لا التي تكون عبئاً عليه.
والله أعلم.