عنوان الفتوى : بطلان ادعاء معرفة قبر يونس عليه السلام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية ننبه الأخ السائل الكريم على أنه ليس هناك قبر نبي اتفق الناس على تعيين مكانه إلا قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد نص المحققون على أن قبر إبراهيم عليه السلام في مدينة الخليل في المغارة المعروفة، ونص بعض المحققين من أهل العلم على أن قبر نبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام لا يُعرف، وأن القبر الذي يزوره الناس اليوم باسمه لا يقطع بكونه قبره، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 129616.
وقد سبق لنا بيان الحكمة من إخفاء قبور الأنبياء في الفتوى رقم: 27145.
وعلى افتراض معرفة مكان قبره عليه السلام، فزيارته والسلام عليه مشروع بالضوابط التي سبق لنا بيانها في الفتاوى التالية أرقامها: 7410، 1376، 4973.
ومما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في السلام على أهل القبور، حديث بريدة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم إذا خرجوا إلى المقابر: السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله للاحقون، أسأل الله لنا ولكم العافية. رواه مسلم.
ولما سألت عائشة النبيَّ صلى الله عليه وسلم: كيف أقول لهم يا رسول الله ـ تعني أهل البقيع؟ قال: قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون. رواه مسلم.
وراجع الفتوى رقم: 140748.
وقال الشيخ ابن باز ـ رحمه الله: الزيارة الشرعية مشروعة لقبور الصالحين والمسلمين جميعا، وإذا عرف قبر من قبور الأنبياء كقبر نبينا صلى الله عليه وسلم تشرع له الزيارة من دون شد الرحل، فلا تشد الرحال للقبور؛ لكن إذا كان الإنسان في البلد وقصدها زائرا فهذا سنة، أما قبر يونس فلا يعلم أنه في نينوى، وجميع قبور الأنبياء لا تعلم ولا تعرف، فدعوى أنه موجود في نينوى، أو في غيرها أمر باطل لا أصل له، وقد ذكر العلماء أنه لا يوجد قبر معروف من قبور الأنبياء البتة، إلا قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في المدينة، وإلا قبر الخليل في الخليل في المغارة المعروفة، هذا هو المعروف، أما قبور بقية الأنبياء فغير معروفة، لا يونس ولا غيره من الأنبياء والرسل، قبورهم الآن غير معلومة ، ومن ادعى أن قبر يونس موجود، أو فلان أو فلان، فكله كذب لا صحة له. اهـ.
والله أعلم.