عنوان الفتوى : مشروعية دعاء زيارة المقابر لمن مر بها غير قاصد زيارتها
هل يقال دعاء زيارة المقابر لمن مر بالمقبرة ولم يقصد زيارتها؟ وإذا كان الجواب بالجواز، فما الدليل على ذلك؟ مع أن حديث النبي صلى الله عليه وسلم خص بالدعاء من قصد الزيارة.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد ذكر الفقهاء أن الدعاء المستحب عند زيارة القبور يستحب كذلك لمن مر بالقبور غير قاصد للزيارة واستدلوا على ذلك بسلام النبي صلى الله عليه وسلم على أهل القبور حين مر عليهم.
رواه الترمذي.
قال البهوتي ـ رحمه الله ـ في كشاف القناع: ويسن إذا زارها ـ أي قبور المسلمين ـ أو مر بها أن يقول معرفاً السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا ـ إن شاء الله ـ بكم للاحقون، يرحم الله المستقدمين منكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم.
للأخبار الواردة بذلك.
ثم ذكر جملة من الأحاديث الدالة على ما ذكره، ومنها: ما روى الترمذي من حديث ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بقبور المدينة فأقبل عليهم بوجهه فقال: السلام عليكم يا أهل القبور، يغفر الله لنا ولكم، أنتم سلفنا ونحن بالأثر.
ومن الأدلة الظاهرة في هذا ـ أيضاً ـ ما صححه ابن عبد البر من قوله صلى الله عليه وسلم: ما من رجل يمر بقبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام.
ذكر هذا صاحب عون المعبود نقلاً عن ابن القيم.
والله أعلم.