عنوان الفتوى : هل بقي أي قبر لأي نبي وخاصة أننا نسمع عن مقام النبي يونس وغيره
هل بقي أي قبر لأي نبي، وخاصة أننا نسمع عن مقام النبي يونس وغيره من الأنبياء عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالقبر الوحيد المتفق على معرفة مكانه هو قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأما قبور غيره من الأنبياء فلا يثبت معرفة مكان أي منها سوى قبر إبراهيم الخليل عليه السلام ـ على خلاف فيه ـ قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: مسألة: في قبور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام: هل هي هذه القبور التي تزورها الناس اليوم؟ مثل: قبر نوح وقبر الخليل وإسحاق ويعقوب ويوسف ويونس وإلياس واليسع وشعيب وموسى وزكريا وهو بمسجد دمشق؟ وأين قبر علي بن أبي طالب؟ فهل يصح من تلك القبور شيء أم لا؟.
الجواب: الحمد لله القبر المتفق عليه هو قبر نبينا محمد صلى الله عليه و سلم، وقبر الخليل فيه نزاع، لكن الصحيح الذي عليه الجمهور أنه قبره، وأما يونس وإلياس وشعيب وزكريا فلا يعرف، وقبر علي بن أبي طالب بقصر الإمارة الذي بالكوفة، وقبر معاوية هو القبر الذي تقول العامة أنه قبر هود.
والله أعلم.
وقال ـ رحمه الله ـ في موضع آخر: وليس في الأرض قبر اتفق الناس على أنه قبر نبي غير قبره، وقد اختلفوا في قبر الخليل وغيره. انتهى من مجموع الفتاوى.
وقال ابن الجزري ـ رحمه الله: لا يصح تعيين قبر نبي غير نبينا عليه الصلاة والسلام، نعم قبر إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام في تلك القرية لا بخصوص تلك البقعة. انتهى.
ذكره العجلوني في كشف الخفاء.
وفي فتاوى: نور على الدرب ـ للشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله: فضيلة الشيخ: بالنسبة لصحة مكان قبر يونس عليه السلام، هل هو فعلا في العراق؟.
الجواب: أما نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام فلا يعرف قبره، وليس لهذا صحة، بل جميع قبور الأنبياء لا تعرف ما عدا قبر نبينا عليه الصلاة والسلام، فإنه معلوم في بيته في المدينة عليه الصلاة والسلام، وهكذا قبر الخليل إبراهيم معروف في المغارة هناك في الخليل في فلسطين، وأما سواهما فقد بين أهل العلم أنها لا تعلم قبورهم، ومن ادعى أن هذا قبر فلان أو قبر فلان فهو كذب لا أصل له ولا صحة له، ودعوى أن قبر يونس موجود في نينوي أو أنه في المحل المعين لا أصل له، فينبغي أن يعلم هذا، ولو علم لم يجز التبرك به ولا دعاؤه ولا النذر له ولا غير ذلك من أنواع العبادة، لأن العبادة حق الله وحده لا يجوز صرف شيء منها لغيره بإجماع المسلمين. انتهى.
ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 379800.
والله أعلم.