عنوان الفتوى : واجب من سرق قبل البلوغ
حينما كنت صغيرة أدرس في السنة الخامسة الابتدائية أي حينما كان عمري 10سنوات، طلبت المعلمة من كل تلميذ أن يشتري قصة ونتداولها فيما بيننا، وفعلت ذلك، لكنني في يوم وجدت قصتي متسخة وشبه ممزقة بفعل تلميذ ما، وذلك أغضبني كثيراً فسرقت معظم القصص لإحساسي بالانتقام، والآن وعمري 19 سنة دائما ما أشعر بالذنب وتأنيب الضمير وأريد أن أصلح خطئي، فهل أشتري قصصا وأعطيها لتلك المعلمة كي توزعها على تلاميذها؟ أم أعتذر منها وأطلب مسامحتها لي - لكنني أعرف أن الله يغفر لجميع خلقه ما عدا المجاهرين بالفاحشة - الذين يسترهم الله ويفضحون أنفسهم - أم أستغفر الله فحسب؟ ساعدوني أرجوكم فإني أشعر بالذنب.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصبي لا يلحقه إثم فيما فعله قبل بلوغه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: رفع القلم عن ثلاثه: عن الصبي حتى يحتلم، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن المعتوه حتى يعقل. رواه أحمد وغيره، وهو حديث صحيح.
لكنه يضمن ما أخذه من مال الغير، أو أتلفه، وبناء عليه فما سرقت من كتب زملائك قبل بلوغك لا إثم عليك فيه لكن يلزمك أن تعيدي تلك القصص إلى أصحابها إن كانت قائمة، أو قيمتها إن كانت قد تلفت، أو تتحللي منهم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: على اليد ما أخذت حتى تؤديه. رواه أحمد وأبو داود والترمذي وقال: حسن صحيح.
وأصحاب هذه القصص ليست المعلمة وإنما هم الطلاب، فإن تعذر الوصول إليهم للجهل بهم، أو عدم التمكن من الوصول إليهم ـ وهذا هو المتبادر لطول الفترة ـ فيجزئك أن تتصدقي بقيمة تلك القصص عنهم، ولو جهلت القدر الحق فعليك أن تحتاطي لذلك كي تبرئي ذمتك وتتحللي من حقوق الناس ومظالمهم قبل أن لا يكون درهم ولا دينار، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولو أيس من وجود صاحبها فإنه يتصدق به ويصرف في مصالح المسلمين.
ولا يلزمك إخبار المعلمة، أو أصحاب القصص بذلك الفعل، وإنما الواجب هو إيصال الحق فحسب ولو بطرق غير مباشرة، وينبغي للمسلم أن يستتر بستر الله عليه ولا يفضح نفسه، كما أن إخبارك هؤلاء بما حصل لا يعد من المجاهرة بالمعاصي كما تظنين.
والله أعلم.