عنوان الفتوى : علاج وسواس الشرك
وسواس الشرك قتلني، يقول لي شيء: أنك أشركت وعبدت الشيطان، ويقول لي الآخر: إنه مجرد وسواس. أصبت بحالة إحباط. الوسواس قوي جدا لدرجة أنه كان في حالات صعبة أشعر بالنعاس وأنام بالنهار بسببه. أقول: اللهم إن كنت أشركت بك فأنا أستغفرك وأتوب إليك. أصبحت أفعل المعاصي، وبدأت أتهاون بالصلاة بسبب ذلك. يقول لي شيء: وماذا تفيدك صلاتك إذا كنت قد أشركت. لا أعلم ماذا أفعل؟ أظن أنه لا يوجد حل لمشكلتي. الوسواس هو أنه كلما أحرك شيئا من جسمي يقول لي شيء إنه للشيطان، وحاولت الذهاب إلى أخصائي نفسي، ولكن الظروف صعبة جدا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية من هذه الوساوس، وننصحك بما ننصح به جميع المبتلين بهذا الداء، وهو مجاهدة هذه الوساوس والإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فمهما وسوس لك الشيطان بأنك تتقرب إليه أو تعبده من دون الله، فتعوذ بالله من شره، وامض في عبادتك وأمور حياتك بصورة طبيعية، غير ملتفت إلى شيء من هذه الوساوس، واعلم أن هذه الوساوس لا تضرك شيئا ما دمت كارها لها نافرا منها، راغبا في التخلص منها. واعلم أنك تؤجر إن شاء الله على مجاهدتك لهذه الوساوس. وانظر الفتوى رقم: 147101، وما أحيل عليه فيها.
وإياك إياك أن تتهاون في العبادة، وتقصر في الطاعة، وخاصة الصلاة استجابة لوسوسة الشيطان، فإن هذا هو مقصود الشيطان منك. فإنه إنما يريد أن يصدك عن عبادة الله تعالى، ويبعدك عن طاعته، فلا تمكنه من غرضه الخبيث، ولا تتح له الفرصة للانتصار عليك، وإذا قال لك: إن عبادتك لا تنفع لأنك أشركت بالله تعالى، فادرأ في نحره، وأعرض عن هذا القول الباطل، واعلم أنك لم تشرك بالله، بل أنت على الإسلام والحمد لله. وعبادتك تنفعك ويكتب لك أجرها، فتب إلى الله من تقصيرك في الصلاة، ولا تتهاون بها بعد ذلك، واستمر في مجاهدة نفسك في التخلص من الوسواس حتى يذهبه الله تعالى عنك. ويمكنك أن تراجع قسم الاستشارات بموقعنا لمزيد الفائدة حول كيفية التخلص من هذا الداء، وستحصل إن شاء الله على إجابة من المختصين بهذا الشأن، إن لم يكن في مقدورك مراجعة الأطباء. مع الاجتهاد في دعاء الله تعالى وسؤاله أن يصرف عنك ما تجد، فإنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو تبارك وتعالى.
والله أعلم.