عنوان الفتوى : اقتناء سيارة أم أداء فريضة الحج
والدي يريد شراء سيارة عن طريق البنك بالقرض، وهذا البنك قرضه ربوي ولا يستطيع تحويل راتبه لبنك إسلامي، لأنه كافل لشخص آخر في هذا البنك، ووضعنا المالي ليس جيدا وبحاجة لها، وأنا أرفض رفضا قاطعا هذه الطريقة، ولكن ليست لي سلطة على والدي وأتحدث معه باللين يوميا وأبين له خطورة الربا، ولكنه على ما يبدوا غير مقتنع، هل لي وإخوتي أن نتفع بالسيارة إذا تم شراؤها بهذه الطريقة من قبل والدي؟ أم لا يجوز ذلك ويعتبر إعانة له على الحرام ،مع أنه سيكون قد اشتراها وانتهى الأمر؟. ومن جهة أخرى: فهل يجوز أن يشتري المرء سيارة بأموال بعد تجميعها بالحلال قبل أن يذهب إلى الحج؟ لأنني سمعت أحد الأفاضل يقول إن السيارة باتت اليوم من أساسيات الحياة ولك أن تقتني واحدة قبل إقامة الحج، لأنه على المستطيع سبيلا فقط, أم يجب علي طالما وجدت معي أموال بسيطة أستطيع بها الذهاب للحج أن أذهب؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالواجب عليكم هو نصح أبيكم بالحكمة والموعظة الحسنة ليكف عن معاملة البنك الربوي ولا يقدم على الاقتراض منه بالربا، فإن فعل واشترى سيارة، أوغيرها بقرض ربوي، فلا حرج عليكم في الانتفاع بها، لتعلق الحرمة بذمة آخذ القرض لا بعين ما استهلك فيه، كما بينا في الفتوى رقم 25156.
وأما شراء سيارة قبل الحج فيترتب على مدى حاجة المرء إليها: فقد ذكر أهل العلم على أن الحج إنما يلزم من وجد ما يفضل عن حاجته وحاجة من تلزمه نفقته، ومن تلك الحاجات الدابة وفي معناها السيارة، والمرء فقيه نفسه فهو الذي يستطيع تقدير مدى حاجته إلى السيارة، أو عدم ذلك، فإن كان محتاجا إليها في عمله وسعيه ونحوه فلا حرج عليه في شرائها من ماله، وتقديمها على الحج، وإلا فلا، وانظر الفتوى رقم: 136441.
والله أعلم.