عنوان الفتوى : إيقاد الشموع على الموائد.. رؤية احتياطية
حكم تزيين طاولة الطعام بالشموع؟؟؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل في العادات الإباحة، فإن اقترنت بمحظور شرعي، كالخرافة والاعتقادات الباطلة أو التشبه بالكفار ونحو ذلك، منعت لأجله.
وتزيين طاولة الطعام بالشموع من هذا الباب، فينبغي أن ينظر: هل هذا الفعل عادة مجردة خالية من المحاذير فيحكم بجوازها، أم مقترنة بشيء منها فيحكم بمنعها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 121238.
وللدكتور محمد الشويعر بحث منشور في مجلة البحوث الإسلامية بعنوان: عادات وافدة يجب الحذر منها. ذكر منها ما يتعلق بمفهوم الشموع، وأن إيقادها له علاقة بالبوذية والنصرانية، ومما قال فيه: إيقاد الشموع في هاتين الملتين يرمز إلى تأصيل العقيدة: الأولى للربط ببوذا، والثانية لتمكين عقيدة التثليث، وكلتا العقيدتين فاسدتان، وتتباينان مع منهج الإسلام وعقيدة الوحدانية مع الله عز وجل... ويأتي وضع الشموع وتقديمها كقرابين في المعابد عند هاتين الملتين كجزء من المعتقد الديني للقربات التي تقدم للآلهة التي يميلون إليها ورمز لطرد الشرور... وما اتخاذ الشموع في المعابد والمناسبات وما يتصدر الولائم من شموع مثلثة، إلا منهج يرمز لمعتقد لدى أصحاب تلك الديانات، هو من المخالفات لما تدعو إليه تعاليم الإسلام: سلامة في العقيدة وتعلقا بالقلب؛ إذ الشموع تعني قداسة دينية، ترتبط بوجدانيات عقدية مستمدة من دلالة النور والظلمة لدى الديانة المنوية القديمة المرتبطة بالزرادشتية. أما في الإسلام فإنها تعني منفعة من المنافع كجزء من مخلوقات الله المسخرة للانتفاع ومصلحة الإنسان في حياته. اهـ.
ولذلك كان الأبرأ للذمة والأحوط للديانة أن يجتنب هذه العادة أصلا، لا سيما وفيها نوع سرف بإنفاق المال في ما لا نفع فيه.
والله أعلم