عنوان الفتوى : كيفية التحصن من العين
حفظكم الله يا شيخ وأطال في عمركم على خدمة الإسلام والمسلمين. يا شيخ لن أطيل.. قصتي إننا كان ولله الحمد نملك تجارة ومحلات وكانت أمورنا بخير ونعمة, بعد سنة فقط انقلب الحال وخسرت تجارتنا وبارت وخسرنا المحلات التجارية ورأس مالنا وتبدلت أحوالنا إلى الشقاء والتعاسة والمديونية وهذا كله بقدر الله والحمدلله على ما أصابنا, لكن يا شيخ أحد المقربين من أصدقائي المتدينين نصحني بأن أسترقي لوقوع حسد أو عين على تجارتنا, وأموالنا. يا شيخ سؤالي الأساسي هو: هل للعين أو الحسد أو السحر علامات يستدل على وقوعها بالشخص.. حيث إن أمي أحيانا تشتكي من الأرق وأبي متقلب المزاج، وتجارتنا شحيحة ولا نجد الراحة في حياتنا حيث إننا من مشكلة إلى مشكلة. فبماذا تنصحونني؟ جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لنا ولكم العافية والسلامة من شر كل ذي شر، ونفيدكم أن العين حق كما في حديث الصحيحين، ويشرع التحصن منها بالمواظبة على الأذكار والتعوذات المأثورة ولا حرج عليكم في الرقية الشرعية منها، فإن الرقية تشرع لمن تؤكد من إصابته وتشرع لمن يشك في إصابته، بل وتشرع لمن لم يصب وذلك لدفع المكروه قبل وقوعه، وننصحكم بالبعد عن المشعوذين والدجالين وأن ترقوا أنفسكم بأنفسكم أو أن تبحثوا عن راق يعرف الرقية الشرعية ولا يستعمل غيرها.
ثم ننصحكم كذلك بالتمسك بتقوى الله في أموركم كلها ولا سيما ما يتعلق بالتجارة فاحذروا الربا والمعاملات المحرمة، واعلمو أن من اتقى الله وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن حفظه حفظه ولم يكله إلى غيره، كما قال تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا* وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:2-3-4}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: احفظ الله يحفظك. رواه أحمد والترمذي وقال حسن صحيح، وصححه الألباني.
واعلموا أن الربا يسبب المحق للأموال، فيخشى على مقترفه من حصول نكبات وخسائر بسببه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ظهر في قوم الربا والزنا إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله. رواه أحمد وحسنه الألباني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الربا وإن كثر فإن عاقبته تصير إلى قل. رواه أحمد وابن ماجه، وحسنه ابن حجر وصححه الألباني.
قال المناوي في فيض القدير: أي أنه وإن كان زيادة في المال عاجلاً، يئول إلى نقص ومحق آجلا، بما يفتح على المرابي من المغارم والمهالك، فهو مما يكون هباء منثوراً (يمحق الله الربا). انتهى.
وروى عبد الرزاق عن معمر قال: سمعنا أنه لا يأتي على صاحب الربا أربعون سنة حتى يمحق. انتهى.
وقد قدمنا بعض الفتاوى في بعض أعراض السحر والمس والحسد وعلاجها، فراجع منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 7151، 27789، 68315، 43640، 80694، 111726.
والله أعلم.