عنوان الفتوى : الاستجابة للوساوس من أعظم أبواب الشر
أرجو من فضيلتكم إفادتي: فأنا فتاة أبلغ من العمر: 24 سنة، أعاني من الوسواس في الطهارة خاصة في شهر رمضان بحيث أغتسل يوميا ظنا مني أنني جنب، لأنني أشك في حقيقة الإفرازات المهبلية، مع أنني داخليا أعرف أنها مجرد إفرازات عادية، مما يجعلني أشك في صحة صومي وأقول إنه من الواجب علي إعادة هذا اليوم ـ أي قضاؤه بعد رمضان ـ مع أنني لم أنو الإفطار أبداً، وإنما أكمل صيامي، لكن داخليا لا أحس بمتعة الصيام، وكأن هذا الشك يحرمني من متعة الصيام، فهل يجب علي قضاء هذه الأيام؟ وهل شكي يبطل صيامي؟ وهل كلما قلت إنني سأقضي هذا اليوم يبطل صومي؟. أقسم أنني أعاني، ساعدوني جزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنحن نحذرك كل التحذير من الاسترسال مع الوساوس وأن تتمادي معها وتستجيبي لما يعرض لك منها، فإن ذلك من أعظم أبواب الشر ومما يفسد على العبد دينه ودنياه، وليس للوساوس علاج أنفع من الإعراض عنها وعدم الالتفات إليها، فعليك أن تهملي هذه الوساوس تماماً وأن لا تسترسلي مع شيء منها، لئلا تجلبي لنفسك العناء والهم، وانظري الفتويين رقم: 51601، ورقم: 134196.
فلا يلزمك الاغتسال لمجرد الشك في الخارج منك هل هو مني أو من الرطوبات المعتادة، وقد بينا صفة مني المرأة في الفتويين رقم: 128436، ورقم: 129245.
وأما صومك: فصحيح ولا يؤثر في صحته هذه الوساوس التي عرضت لك، فلا تقضي شيئاً من تلك الأيام، فإن قضاءك لها يكون استرسالاً منك مع الوساوس واستجابة لها، ثم اعلمي أن الاحتلام لا يفسد الصوم كما ذكرنا ذلك في الفتوى رقم: 127653.
والله أعلم.