عنوان الفتوى : هل يبطل العقد إذا زوج ابنته رغما عنه
إخوتى الأعزاء أنا فى حيرة من أمري، فقد أصابني ما لم يصب غيري من بلاء، ولكن الله منّ علي بالستر والصبر فصبرت وشكرت الله على ستره, عندى ابنتي تبلغ من العمر 20 عاما ذات أخلاق عالية أصبحت مضرب الأمثال بالأخلاق وبحبها لعمل الخير وحبها للفقراء والأيتام، لم يسمع عنها يوما أن ذكرها أحد بسوء فوالله ربيتها وعلمتها كل ما هو حسن وهي على فطرتها التي فطرها الله عليها طيبة هادئة، حنونه طلبها يوما شخص لم يكن يصلح لها ولا تصلح له وكنا وقتها نسكن فى مدينة غير مدينتنا فرفضت الأمر وانتهى الموضوع ولم تعقب هي على الأمر، وبعد فترة أخبرتني والدتها أن الفتاة متمسكة بهذا الشاب وتصر على الزواج منه تفاجأت بالأمر ورفضت الأمر مجدداً ولكن كانت تخبرني والدتها شكوى الفتاة لها دائما بأنها تشعر أنها ليست هي وأنها تقف أمام المرآة لا تجد نفسها، وأنها تشعر بأن أحداً يدفعها دفعا لفعل أي شيء سيء. المهم انتقلنا من تلك المدينة إلى مدينة أخرى بعيدة وبعد فترة وعند ذهابها للمدرسة لم تعد للبيت وإذا بالاتصال يأتيني أنها هربت مع ذلك الشخص الذي طلبها. وتخيلوا الموقف إخوتى قمت مباشرة وصليت وتوكلت على الله وطلبت من الله الستر والعافية وذهبت إلى تلك المدينة ورفض ذلك الشاب أن يسلمني ابنتي إلا إذا تم العقد له عليها، ورضخت للأمر خوفا من أن يطول الأمر وننفضح أمام الناس فتم له ما أراد وعقدت له بشهود اثنين لم يروها ولم يسألوها، ولكن الشخص الذي عقد سألها هل أنت موافقة أم لا. المهم رجعت بها إلى بيتي وتركتها لله لستره علينا، ولكن هناك توبيخ ولوم لما قامت به المهم فى نفس الوقت ذكرتنى والدتها بشكواها دائما أنها غير طبيعية فرقيتها وسبحان الله تحولت إلى وحش لم نسيطر عليها أنا وإخوتها، وبدأنا بالرقية وأخيراً تبين أن ذلك الشاب قد سحرها بسحر عظيم أفقدها عقلها، وبعد الرقية واللجوء إلى الدعاء وبدأت هي ترقي نفسها وتقرأ الأدعية الخاصة وقراءة القرآن حتى إنها بدأت تختم القرآن كل 3 أيام وتسمع الرقية الشرعية من جهاز ال أم بي ثري، وتصلي بالليل وتدعو الله أن يكشف عنها ما بها ونحن معها إلى أن كشف الله عنها وذهب عنها السحر وطلبت مني إما أن أخلصها من هذا الشخص أو أذهب بها إليه لتقتله هي لكرهها له بعد أن صحت على نفسها. و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت قد عقدت هذا العقد بسبب خوفك على ابنتك أن يصيبها هذا الشاب بضرر لا تقدر على منعه ويغلب على ظنك أنه قادر على تنفيذه، فهذا إكراه معتبر يجعل العقد منحلاً لا يترتب عليه أثر من آثاره، أما إذا كنت قادراً على إرجاع ابنتك دون لحوق ضرر بها، عن طريق السلطة أو غيرها وإنما عقدت عليها تحت ضغط أدبي خوفاً من كلام الناس، فالذي يظهر -والله أعلم- أن هذا لا يعتبر إكراهاً، والعقد صحيح ولا يمنع صحة العقد كون الشهود لم يروا ابنتك، فإن الشهادة في النكاح تكون على الإيجاب والقبول.
جاء في حاشية البجيرمي على الخطيب: ولا يشترط معرفة الشهود للزوجة ولا أن المنكوحة بنت فلان، بل الواجب عليهم الحضور، وتحمل الشهادة على صورة العقد حتى إذا دعوا لأداء الشهادة لم يحل لهم أن يشهدوا أن المنكوحة بنت فلان بل يشهدون على جريان العقد كما قاله القاضي حسين، كذا بخط شيخنا الزيادي شوبري، وهو تابع لابن حجر.
وقال محمد شمس الدين الرملي: لا بد من معرفة الشهود اسمها ونسبها أو يشهدان على صورتها برؤية وجهها بأن تكشف لهم النقاب، وقال عميرة: واعلم أنه يشترط في انعقاد النكاح على المرأة المنتقبة أن يراها الشاهدان قبل العقد، فلو عقد عليها وهي منتقبة ولم يعرفها الشاهدان لم يصح، لأن استماع الشاهد العقد كاستماع الحاكم الشهادة، قال الزركشي: محله إذ كانت مجهولة النسب وإلا فيصح. وانظر الفتوى رقم: 47054. وفي هذه الحال إما أن يطلقها هذا الشاب أو تختلع منه ما دامت كارهة له، وللفائدة في حد الإكراه المعتبر راجع الفتوى رقم: 6106، والفتوى رقم: 42393.
والله أعلم.