عنوان الفتوى : نذر اللجاج: الوفاء أو الكفارة
نذرت أن أصلي 20 ركعة وأقرأ ثلاثة أجزاء إذا نظرت إلى حرام، وعندما تأملت نذري ـ بعد فترة ـ أحسست أنني كنت أنوي صرف نظري عن الجسد الفاتن وأنني لم أقصد ـ مثلا ـ النظر إلى الشعر، فهل إذا نظرت إلى الشعر أو ما شابهه يدخل ذلك في النذر؟ ونذرت نفس النذر عن الاستمناء ـ لا أتذكره بالضبط ـ ونذرت أن لا أقرأ أمورا محرمة مثل الأول، ولكنني لا أذكر العدد، وهذا النذر علي تطبيقه فى نفس اليوم من الارتكاب، والأهم في
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذه النذور التي صدرت منك كلها من النذر المعروف عند العلماء بنذر اللجاج، والواجب فيه أحد أمرين:
إما الوفاء به، وإما كفارة يمين، فالناذر مخير بين هذين على الراجح، كما أوضحنا ذلك في فتاوى كثيرة، وراجع منها الفتاوى التالية أرقامها: 75629، 124164، 129466، ومن ثم، فإما أن تفي بهذه النذور وإما أن تكفر عن كل واحد منها كفارة يمين، وإن كنت قد حنثت في شيء منها فقد لزمتك الكفارة، وننبهك ههنا إلى أمور، منها: أن إطلاق البصر إلى ما حرم الله تعالى محرم ـ على كل حال، سواء كان في التلفاز أو في غيره.
ومنها: أن النظر إلى جميع بدن الأجنبية محرم إلا ما استثناه الشرع، فكما يحرم النظر إلى مفاتن جسدها يحرم النظر إلى شعرها.
ومنها: أن الواجب على المسلم أن لا يتبع خطوات الشيطان الذي يستدرجه بحيله الخبيثة ليوقعه في المحظور، فكتابتك كلمة سيئة في موقع بزعم أنك تختبره وتنظر هل يحتوي على ما لا يليق أو لا؟ هو من اتباع خطوات الشيطان، فحذار حذار من حيله ومكره، والواجب عليك ـ أيها الأخ الكريم ـ أن تترك معصية الله دقت أو جلت، وأن تبتعد عما يسخطه ـ من قراءة ما لا تجوز قراءته أو النظر إلى ما لا يحل النظر إليه ـ فإن إطلاق البصر من أعظم مفسدات القلوب.
وأما اليوم: فإنه يبدأ من طلوع الفجر وينتهي بغروب الشمس.
والله أعلم.