عنوان الفتوى : فضل اللغة العربية على سائر اللغات واللهجات
ما حكم قول: أنا أحب غير العربية أحسن من العربية ؟ وما حكم الاستهزاء ببعض الكلمات العربية ؟ وهل اللغة العربية أحسن من كل اللهجات واللغات على الإطلاق ؟ وما حكم حب لغة أكثر من اللغة العربية ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فيكفي اللغة العربية فضلا أنها لغة القرآن الكريم، قال الله تعالى: وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ. {الشعراء: 192-195}.
وقال ابن تيميّة رحمه الله: فإنّ اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميّزون. اقتضاء الصراط المستقيم.
وقال ابن قيّم الجوزيّة رحمه الله: وإنّما يعرف فضل القرآن مَنْ عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة وعلم العربية، وعلم البيان، ونظر في أشعار العرب وخطبها ومقاولاتها في مواطن افتخارها، ورسائلها... الفوائد المشوق إلى علوم القرآن.
وقال ابن تيميّة رحمه الله: وما زال السلف يكرهون تغييرَ شعائرِ العربِ حتى في المعاملات وهو التكلّم بغير العربية إلاّ لحاجة، كما نصّ على ذلك مالك والشافعي وأحمد، بل قال مالك: مَنْ تكلّم في مسجدنا بغير العربية أُخرِجَ منه. مع أنّ سائر الألسن يجوز النطق بها لأصحابها، ولكن سوغوها للحاجة، وكرهوها لغير الحاجة، ولحفظ شعائر الإسلام. الفتاوى.
وقال رحمه الله: اعلم أنّ اعتياد اللغة يؤثر في العقلِ والخلقِ والدينِ تأثيراً قويّاً بيّناً، ويؤثر أيضاً في مشابهةِ صدرِ هذه الأمّةِ من الصحابةِ والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقلَ والدينَ والخلقَ، وأيضاً فإنّ نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرضٌ واجبٌ، فإنّ فهم الكتاب والسنّة فرضٌ، ولا يُفهم إلاّ بفهم اللغة العربية، وما لا يتمّ الواجب إلاّ به فهو واجب. اقتضاء الصراط المستقيم.
فمن هذا يتبين لك فضل اللغة العربية على سائر اللغات واللهجات، وأنه ينبغي للمسلم أن يحبها أكثر مما يحب أية لغة أخرى.
وفي خصوص الاستهزاء ببعض الكلمات العربية.. فإن كان الاستهزاء بها هو بسبب أنها لغة القرآن، أو كان الشخص يستهزئ ببعض الكلمات المعظمة في الشرع كأسماء الله وصفاته وأسماء الرسل والملائكة ونحو ذلك... فإن ذلك يكون ردة والعياذ بالله.
وإن كان استهزاؤه بتلك الكلمات لا تعلق له بأمر الدين، وإنما فقط من باب التهور ونحوه... فإن الفاعل ينبغي أن ينصح يتجنب ذلك؛ لأن الاستمرار فيه قد يؤدي به إلى عاقبة غير محمودة.
والله أعلم.