عنوان الفتوى : حكم إنكار السنة وادعاء أن عيسى عليه السلام سيتعرف عليه بتحليل الDNA
ظهرت فئة من المفكرين تنكر الأحاديث وتدعى تناكرها، وأنها جمعت بعد ثلاثة قرون من وفاة النبى صلى الله عليه وسلم، منهم مهندس سوري طلع علينا بأنه عندما ينزل سيدنا عيسى سوف نعرفه بتحليل الـ " دى إن إيه" وغيرها من المهاترات، وقد أفردت له الفضائيات البرامج بهذا الكلام والناس البسطاء تصدق وتتيه. أرجوكم ردوا عليه وأرحمونا من جهلة آخر الزمان. سؤالي ماذا نفعل نحن لمواجهة مثل ذلك وغيره كثير أصمت أم أتحدث فأفيدوني (برنامج المعجزة الكبرى فى دريم 2 الساعة 5 عصراً)، كما استضافته الـ إيه آر تي من قبل، وكذلك القاهرة اليوم؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنكار السنة النبوية كمصدر للتشريع، أو إنكار ما تواتر منها، كفر أكبر والعياذ بالله، وأما إنكار ما سوى ذلك بغير تأويل معتبر فبدعة وضلال، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 39084، والفتوى رقم: 25570.
وأما شبهة أنها جمعت بعد ثلاثة قرون من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، فجهل ومماحكة بالباطل، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 13196، 8516، 34537.
وأما خرافة معرفة المسيح عليه السلام عند نزوله بالتحليل المعروف بـ (DNA ) فتصور هذا الكلام كاف في رده وإبطاله، وليس هذا إلا هزؤا من القول لا يتحمل مجرد الحكاية فضلا عن النقاش.. وقد ثبتت بعض صفات المسيح عند نزوله من كلام الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه، حيث قال: ينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين، واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه. رواه مسلم.
فالحمد لله الذي كفانا بوحيه ورسالته التخرص والهراء، والتكلف والمراء.. ومثل هذا المتهوك لا يفسح له المجال ليبث هذا الأفكار الخبيثة إلا أهل الجهل والريبة، ويصدق عليه وعليهم رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في بعض صور عذاب القبر أنه رأى رجلا مستلقيا لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه، وعينه إلى قفاه، ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل المرة الأولى. فقال صلى الله عليه وسلم: سبحان الله ما هذا؟ ففسره له الملك فقال: إنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق. رواه البخاري.. وهذا أصدق ما يكون على مثل هذه الفضائيات المضلة، حيث تُنقل إلى الآفاق في لمح البصر، ولذلك قيل: كم يدرك أبناء هذا الوقت من معاني الآفاق وسعتها ما لم يتجلَّ تفسيره إلا في هذا الوقت! ثم ناهيكم برجل الإعلام الذي ينشر على الألوف بل الملايين خبراً باطلاً .. وكلما اتسع نطاق الضرر إثر كذبة رائجة، أو إشاعة سارية، أو تحليلٍ أفَّاك كان الوزر أعظم، والخطر على الأمة ورجالها أشد. انتهى.
وأما تصديق مثل هذا الهذيان، فجهالة في الدين، وحماقة في العقل، وسفاهة في الرأي، وقد صدق من قال: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق. وراجع الفتوى رقم: 60826.
وأما مواجهة مثل هذه الأوضاع فتكون ببيان الحق والدعوة إليه، وبيان الباطل والتحذير منه، أداءا للأمانة، ونصحا للأمة، وإبراءا للذمة.. وراجع في تفصيل ذلك الفتوى رقم: 117735، والفتوى رقم: 17982.
والله أعلم.