عنوان الفتوى : وقوع النسيان من نبي الله سليمان لا يخل بالعصمة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال سليمان بن داود عليهما السلام: لأطوفنّ الليلة على مائة امرأة أو تسع وتسعين، كلهنّ يأتي بفارس يجاهد في سبيل الله، فقال له صاحبه: قل إن شاء الله، فلم يقل إن شاء الله، فلم يحمل منهن إلا امرأة واحدة جاءت بشقّ رجل، والذي نفس محمد بيده لو قال إن شاء الله لجاهدوا في سبيل الله فرسانا أجمعون. متفق عليه. أخبرت ابنة عمتي بهذه القصة وطرحت علي سؤالا قائلة كيف يكون سليمان نبي الله ولا يقول إن شاء الله، فهل الأنبياء يخطئون كما يخطئ البشر العاديونوأريد أن أعرف الجواب عن هذا
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد انعقد الإجماع على أن الأنبياء معصومون في تحمل الرسالة، فلا يكتمون شيئاً أمرهم الله تعالى ببلاغه، ولا ينسون شيئاً مما أوحاه الله تعالى إليهم ولم يُنسخ، وما عدا ما يتعلق بالوحي والرسالة والبلاغ عن الله -فإنهم بشر ينسون كما ينسون- ومن ذلك ما وقع لنبي الله سليمان على نبينا وعليه الصلاة والسلام حيث نسى أن يقول (إن شاء الله) فأصابه من جراء ذلك ما أصابه، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 38766.
وانعقد الإجماع أيضاً على أن الأنبياء معصومون عن ارتكاب الكبائر، وأما الصغائر فأكثر علماء الإسلام على أنهم ليسوا بمعصومين منها، وإذا وقعت منهم فإنهم لا يقرون عليها، وانظري تفصيل ذلك وبيان أنه لا يخدش في نبوتهم وذلك في الفتوى رقم: 6901.
والله أعلم.