عنوان الفتوى : عليك بالترفق في نصح أهل الميت وبيان الجائز والممنوع في أمور التعزية
عندنا مجالس العزاء في العراق ـ عموما ـ تقام على النحو الآتي: يقوم أهل الميت بالجلوس في قاعة أو جادر ونأتي نحن ـ الأقرباء والأصدقاء ـ نجلس في ذلك المجلس الذي يجتمعون فيه ويقوم أكبرنا سنا بقول: أجاركم الله الفاتحة ـ فيقرأ كل الجالسين سورة الفاتحة وأحيانا يقول بعضهم لأهل الميت: خلفكم بالله وبعدها يدار الشاي أو القهوة والجلوس لربع ساعة أو أكثر، ثم يردد نفس الشخص الذي قال عند الدخول الفاتحة ونقرأ الفاتحة ونقوم لتعزية أهل الميت بعضنا يقول البقية بحياتك، وآخر يقول: خلفكم بالله، وآخر يقول: عظم الله أجركم إلخ ثم الخروج من المجلس، وسؤالي: أنا أعرف أن هذا كله من البدع، ولكن كيف السبيل والمجلس لأحد الأقارب وإذا لم أذهب إليه فسأكون قاطعا للرحم أو تلصق بي تهمة المتشدد؟ وعند جلوسي في المجلس ينظرون إلي هل أقول آجركم الله الفاتحة؟ وإذا لم أقلها أنا وقالها غيري ينظرون إلي هل أقرؤها أم لا؟. أرشدوني ماذا أعمل في مثل هذه المجالس؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالتعزية ليس فيها شيء مخصوص كما أن إهداء ثواب قراءة القرآن للميت جائز.
والجلوس للتعزية مكروه عند طائفة من أهل العلم ولا بأس به للحاجة، وراجع الفتوى رقم: 261600.
فالذي ينبغي عليك هو دعوتهم وإرشادهم بما استطعت، وبيان حكم الشرع في مثل هذه الأعمال، مع الترفق بهم والإحسان إلى الأقارب وصلة الرحم فقدم لهم العزاء، وما كان من شيء مستحب أو مباح يمكن أن تفعله لأهل الميت فلا تتأخر في فعله، وراجع الفتويين رقم: 275960، ورقم: 392810، ففيهما بيان غربة الدين ومعنى الأحاديث الواردة في هذا الباب.
والله أعلم.