عنوان الفتوى : لا حرج في العمل بالقول الأسهل عند المشقة
شيخي الفاضل اسمح لي أن أطيل على فضيلتكم ولكن تعودنا على سعة صدركم : الأمر يبدأ عندما استفتيت على أحد مواقع الانترنت وهي من الثقات بإذن الله عن موضوع أني لم أكن أتوقى النجاسات في بداية الأمر وكنت أعلم الصح من الخطأ ولكن الإهمال، ولكن أكرمني الله وبدأت في معرفة الحق والباطل وما ما يصح من تلك الأمور وما لا يصح فاستفتيت بخصوص هو أن هناك أشياء كثيرة حولي كنت ألمسها بيدي وهى غير طاهرة الكمبيوتر أزرار النور في منزلي ..... أشياء كثيرة سيارتي مفاتيحي كل شيء تتخيله تعاملت معه بصفة يومية، وكان سؤالي لذلك الشيخ رفع الله قدره حول موضوع ملامسة يدي وهي مبلولة لتلك الأشياء فلقد أرهقت كثيرا بسبب ذلك الموضوع، فكان الجواب أنه عند المالكية والحنفية ملاقاة الرطب الطاهر للنجس الجاف لا تنجس، وعند الشافعية تنجس، وعند الحنابلة لها رؤية أخرى. المهم فضيلتكم أني فرحت كثيرا لأن الأمر كان فيه يسر ولكن خشيت على نفسي أن أكون ممن يأخذ برخص العلماء وهو يعتبر من الفساق ولكن سألت الشيخ عن حالتي وقال لا بأس أن آخذ برأي المالكية والحنفية ولا حرج في ذلك ففرحت كثيرا وأصبحت حياتي من أفضل ما يكون بل الآن الأمر قد ييسر علي أيضا بعد زواجي عن الفترة السابقة فكنت أحيانا أقوم عن زوجتي ويدي غير طاهرة وأحتاج مثلا لإضاءة النور، فتح الباب غير ذلك فكنت أترك تلك الأشياء تجف وبعد ذلك أتعامل معها بصورة عادية فكانت الحياة من أفضل ما يكون في كل شيء لما كتبه الله لي من التيسير في تلك الفتوى. ما حدث بعد ذلك أني دخلت على موقع وأيضا عالم من الثقات معروف بعلمه كان الرأي الوحيد له أن اليد في هذه الحالة تتنجس، اغتممت كثيرا وأحسست أن كل ما مضى ذهب هباء من العبادات وغيرها وأصبح هناك وسواس رهيب، بدأ الآن أصبح لي أسبوعان في غم. فكيف أتعامل مع كل ما هو حولي في بيتي وتأخرت في مذاكرتي، أصبحت أصلي وأنا تائه وأخشى على المسجد من النجاسة وأشياء كثيرة، وأيضا دخلت على موقع الفتاوى المباشرة بموقعكم الطيب فقلت للشيخ لو أن يدي عرقت على يد نجس جاف قال تنجس لأنها أصبحت مبلولة، لم أعد قادرا على أن أوفق بين الفتاوى وبأيهم أخذ هل بالأيسر لي حتى لا أدخل في الوساوس أم آخذ برأي الاحوط ولكن الأمر قد يدخلني في وساوس لأنه كلما طهرت شيء وجدت آخر غير طاهر، حقيقي تعبت أعلم أني مخطئ ولكن أريد الرجوع والأوبة. وقلت لنفسي أنا لو مثلا ذهبت إلى الحج وأجهز نفسي هل كل ما سوف آخذ معي غير طاهر لأني أتعامل بتلك الفتوى من فترة؟ وما العمل في الأشياء التي لمستها خلال عملي بتلك الفتوى هل وجب على غسلها كلها أم ما العمل؟ إذن بفضل الله وحده ثم بما أتاكم من علم بماذا تنصحوني هل أستمر في العمل بالفتوى الأولى وإن كان الجواب لا فما العمل فيما مضى من أشياء هل يجب تكريرها كلها؟ وما العمل فيما مضى من عبادات. أفيدوني بالله عليكم فالأمر ليس فيه وسوسة هذا واقع فعلي وجزاكم الله عنا خيرا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بينا مذاهب العلماء في انتقال النجاسة من جسم لآخر في الفتويين: 116329، 62420. وبينا حالات انتقال النجاسة من جسم رطب أو مبتل لآخر جاف في الفتوى رقم: 117811 وفيها أشرنا إلى أنه لا حرج في العمل بالقول الأسهل عند المشقة وبخاصة لمن كان مصابا بالوسوسة.
ويظهر من سؤالك أنك مصاب بشيء من الوسوسة، فالذي ننصحك به هو الإعراض عن الوساوس وعدم الالتفات إليها، وخذ بالفتوى المرخصة في هذا ولا حرج عليك، وليس هذا من تتبع الرخص، واتق الله في نفسك، ودع الوساوس ولا تمكن الشيطان ليتلاعب بك، واعلم أن هذا النوع من الاحتياط والورع لا يحبه الله ولا يرضاه والداعي إليه إنما هو الشيطان، وانظر الفتوى رقم: 51601.
والله أعلم.