أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بالرغم من أننا نعتبر الحمل والولادة أحداثاً فيزيولوجية طبيعية يمر بها جسم المرأة، وليست أمراضاً، إلا أن هذه الأحداث الفيزيولوجية الطبيعية قد تتحول فجأة إلى حالات إسعافية خطرة تتطلب التدخل السريع، وقد تتسبب في وفاة الأم -لا قدر الله-، وبالطبع هنالك علاقة وثيقة بين نسبة وفاة الحوامل، وبين تقدم الرعاية الصحية في الحمل والولادة وبعد الولادة، وفي كثير من الحالات الإسعافية إن تم التدخل بالوقت المناسب، فإنه يمكن التقليل كثيراً من نسبة الوفاة خلال الولادة، لكن ستبقى هنالك نسبة قليلة جداً من الوفيات الوالدية التي لا يمكن منع حدوثها، أو لا علاج لها لغاية الآن حتى في أكثر المراكز الطبية تقدماً.

ومن أسباب وفاة الأم خلال الولادة، والكلام هو بالطبع عن الحامل السليمة التي لا تعاني من أي مشكلة طبية لا قبل الحمل ولا خلاله:

1- حدوث نزف شديد، والأسباب عديدة منها: عيب في ارتكاز المشيمة، أو انفصال المشيمة المبكر، أو انحباس المشيمة بعد ولادة الجنين، أو انقلاب الرحم وغير ذلك.
2- تمزق الرحم، والأسباب عديدة أيضاً مثل: وجود ندبة جراحية سابقة في جدار الرحم، أو وجود تقلصات قوية جداً، أو عدم تناسب بين حجم الجنين ووضعه وبين حجم الحوض، أو طول فترة المخاض وإهماله، استعمال أدوية لتحريض المخاض بدون مراقبة أو بجرعات عالية، وغير ذلك.
3- حدوث جلطة (خثرة دموية) في الساقين وانتقالها إلى الرئتين.
4- دخول جزء من السائل الأمنيوسي المحيط بالجنين إلى دم الأم فيشكل صمامة تسد الأوعية الدموية، نسميها (صمامة السائل الأمنيوسي) وانتقالها إلى رئتي الأم.
5- حدوث صدمة تحسسية شديدة، لنوع من الأدوية المستعملة خلال المخاض.

هذه أكثر الأسباب حدوثاً، وبالطبع أكرر هذا في حال لم يكن لدى الحامل أي مرض سابق مثل الضغط أو السكر أو أمراض القلب أو غيرها.

نتمنى السلامة لجميع الحوامل.