عنوان الفتوى : الرشوة للحصول على الوظيفة
حاصل على بكالوريوس زراعه، ومعروض على فرصة عمل بوزارة الزراعه، ولكن الذى جاءنى بها يريد 3500 جنيه مصرى أرجو الأفادة، هل هذا حلال أم حرام؟
بسم الله و الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
جاء في فتوى للشيخ فيصل مولوي خلاصتها أن دفع الرشوة للحصول على حقوق لا يستحقها الراشي حرام، ودفع الرشوة لانتزاع الحقوق من أصحابها أشد إثما، وإذا أعلنت مؤسسة عامة أو خاصة عن حاجتها لبعض العاملين، فعلى من يجد في نفسه الشروط المطلوبة أن يتقدم بما يفيد ذلك، ومن حق المؤسسة أن تفاضل بين المتقدمين بناء على المعايير المعمول بها.
فإذا أصبح المقياس بعد استيفاء الشروط الرشوة أو الواسطة فلا يجوز للمتقدمين أن يلجئوا إلى هذه السبل لما في ذلك من الإعانة على أكل أموال الناس بالباطل، وإهدار الكفاءات.
غير أن من حيل بينه وبين الوظيفة إلا باللجوء إلى هذه السبل فيمكنه أن يلجأ إليها عند الاضطرار طالما أن المقاييس المطلوبة موفورة فيه، وتبقى الرشوة نارا في بطن من يأكلها، وتبقى الواسطة عقبة كئودا على الصراط تنتظر من فرضها، وعدم ولوج هذا الباب أولى.
يقول الشيخ المستشار فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث:-
الجواب يتوقف على معرفة ما إذا كانت الوظيفة حقاً لك، لكن المعنيين لا يعطون هذا الحق إلا بعد أن تدفع لهم رشوة معينة، ففي هذه الحالة أجاز كثير من الفقهاء دفع هذه الرشوة.
يقول النووي في المجموع:-
(وإن كان يطلب بما يدفعه وصوله إلى حقه لم يحرم عليه ذلك) انتهى.
ويقول ابن قدامة في المغني : –
(وإن رشاه ليدفع ظلمه وليحصل على ما وجب له؛ فقد قال عطاء، وجابر بن زيد والحسن لا بأس أن يصانع عن نفسه. قال جابر بن زيد: ما رأينا في زمن زياد أنفع لنا من الرشا، لأنه يستنقذ ماله كما يستنقذ الرجل أسيره) .
أما إذا كانت الوظيفة حق غيرك، وأنت تريد أن تنتزعها منه، فتدفع الرشوة من أجل ذلك فهذه هي الرشوة المحرمة بالإجماع لأن رسول الله (صلَى الله عليه وسلَم): (لعن الراشي والمرتشي) وهو حديث إسناده صحيح ،ورواه الترمذي وأبو داوود وابن ماجة والحاكم وأحمد والبهيقي.
وبالنسبة للسؤال المطروح، من المعروف أن الوظيفة العامة حق لكل مواطن، لكن لا بد للإدارة أن تختار لأنه لا يمكن توظيف جميع المواطنين، وهي لا تستطيع أن تختار إلا من بين من تتوفر فيهم الشروط المطلوبة (كالشهادة العلمية والعمر وحسن السلوك…) فإذا كانت هذه الشروط متوفرة في السائل، فالوظيفة من حقّه، والرشوة في هذه الحالة تبقى حراماً على آخذها، لكنها مباحة -إن شاء الله- لمن يدفعها طالما أنه يدفعها للحصول على حقه، وليس لظلم الغير وانتزاع حقوقهم، خاصة وأنه مضى على تخرجه خمس سنوات دون أن يجد عملاً، فهو صاحب حق ومضطر.
والله أعلم .
دفع الرشوة للحصول على الوظائف العامة