للسادة مواقف - أبو الهيثم محمد درويش
مدة
قراءة المادة :
دقيقتان
.
كان سَلَم بن نوفل سيِّد بني كِنَانة، فوثب رجلٌ على ابنه وابن أخيه فجرحهما، فأُتي به، فقال له: "ما أمَّنك من انتقامي؟"، قال: "فلِمَ سوَّدناك إذًا؟! إلَّا أن تكَظْم الغَيْظ، وتحلُم عن الجاهل، وتحتمل المكروه فخلَّى سبيله" (العقد الفريد).دخل رجل على الأمير المجاهد قتيبة بن مسلم الباهلي، فكلمه في حاجة له، ووضع نصل سيفه على الأرض فجاء على أُصبع رجلِ الأمير، وجعل يكلمه في حاجته وقد أدمى النصلُ أُصبعه، والرجل لا يشعر، والأمير لا يظهر ما أصابه وجلساء الأمير لا يتكلمون هيبة له، فلما فرغ الرجل من حاجته وانصرف دعا قتيبة بن مسلم بمنديل فنمسح الدم من أُصبعه وغسله، فقيل له: "ألا نحَّيت رجلك أصلحك الله، أو أمرت الرجل برفع سيفه عنها فقال: خشيت أن أقطع عنه حاجته".
ذكر ابن كثير في مناقب عمر بن عبد العزيز : "أنَّ رجلًا كلَّمه يومًا حتى أغضبه، فهمَّ به عمر، ثمَّ أمسك نفسه، ثمَّ قال للرَّجل: أردت أن يستفزَّني الشَّيطان بعزَّة السُّلطان، فأنال منك ما تناله منِّي غدًا! قُم عافاك الله، لا حاجة لنا في مقاولتك" ( البداية والنهاية ).
عن جبير بن عبد الله قال: "شهدت وهب بن مُنَبِّه وجاءه رجلٌ، فقال: إنَّ فلانًا يقع فيك، فقال وهب: أما وجد الشَّيطان أحدًا يستخفَّ به غيرك، قال: فما كان بأسرع من أن جاء الرَّجل، فرفع مجلسه وأكرمه" (الورع للإمام أحمد).