عنوان الفتوى : الانشغال بامرأة دون القدرة على الزواج منها مفسدة وليس مصلحة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا أخوكم فى الله ـ من مصر من المنصورة ـ عندي 16 سنة، وعندي سؤال يحيرني جداً جداً وأرجو مساعدتكم لي والرد السريع: أنا أعرف ـ طبعاً ـ أن الحب الشيطاني حرام، ولكن ما المانع لو أحببت فعلاً لأجل الزواج؟ والله عندما ينشط الحب في داخلي أشعر بتحسن من ناحيتي، وخصوصا أن من أهم ذلك التحسن نسيان العادة السرية والابتعاد عنها، يعني: أن الحب له فائدة غير الزواج ـ طبعاً. فأرجوالاهتمام منكم وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما يعرف بعلاقة الحب بين الشباب والفتيات أمر لا يقره الشرع، لكن إذا تعلق قلب الرجل بامرأة دون كسب منه أو سعي في أسبابه فلا حرج عليه، والمشروع له حينئذ أن يخطبها من وليها، فإن أجابه فبها ونعمت، وإن قوبل بالرفض انصرف عنها إلى غيرها، وإذا لم يكن الزواج متيسراً للشاب فينبغي له أن يزيل من قلبه هذا التعلق، ويشغل نفسه بما ينفعه في أمر دينه ودنياه.

فالذي ننصحك به أن تعرض عن هذه الأمور، وتلتفت لما يفيدك في دينك ودنياك، ولا يغرنك ما تتوهم من الفائدة في الاسترسال مع تلك المشاعر، فليس الأمر كما تظن من أن هذه المشاعر هي السبب في انصرافك عن العادة السرية، وإنما انصرافك عنها سببه شغل فراغ النفس، وهذا يتحقق بشغلها بأمور مباحة نافعة، ولمعرفة ما يعينك على التخلص من العادة السرية، راجع في ذلك الفتويين رقم: 5524، ورقم: 7170.

فأشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، ولا سيما وأنت في مرحلة عمرية لها خطرها في حياة الإنسان، ففي بداية مرحلة الشباب يملك الإنسان طاقة هائلة، وإذا أحسن توظيفها، فإن ذلك يكون سبباً في صلاح أمره ورفعة شأنه وسعادته في الدنيا والآخرة، وأما إذا أهمل واستجاب لغرورالشيطان ومطامع الهوى ودواعي الكسل والخمول، فإنه يحرم الخير الكثير ويندم حيث لا ينفع الندم، وسوف يسأل الإنسان عن تلك المرحلة من عمره يوم القيامة، فعن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه؟ وعن شبابه فيم أبلاه؟ وماله، من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وماذا عمل فيما علم؟. رواه الترمذي وصححه الألباني.

ونوصيك بالحرص على تقوية صلتك بربك بالمحافظة على الصلاة في المساجد، وحضور مجالس العلم والذكر، ومصاحبة الأخيار الذين يعينون على الطاعة، مع الاستعانة بالله وكثرة الذكر والدعاء.

والله أعلم.