عنوان الفتوى : المعروف لا يمكن أن يكون خطأ أو إضاعة للمال
زوجة سوف يقرضها زوجها مبلغا حتى تكمل مصاريف الحج إن شاء الله هذا العام معه، ثم ترده عندما تتيسر أمورها. هل إذا دفع لها الزوج بعض التكاليف مثل التطعيمات ..و بعض من غير ذلك رجاء الثواب من الله ولم يطالبها بهذه المبالغ القليلة طمعا فى الثواب هل يناله أم يجب أن يسجله عليها مع الدين لأنها موظفة عندما يتيسر لها يمكن أن ترده؟ والأفضل له مثلا استرداده لإنفاقه على البيت أو فى مصاريف الخير؟ أى هل لو أغمض الزوج الطرف عن جزء من مصاريف حج زوجته طمعا فى ثواب الله يكون ذلك صحيحا أو خطأ لأنه يغلب على ظنه أن زوجته ستملك المال بعد بعض الوقت من عملها أو هل ذلك إضاعة لماله والأفضل استرداده؟ أى هل يقاس ذلك على من فطر صائما له أجر حتى لو كان الصائم يستطيع إفطار نفسه أى غير محتاج؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فكل معروف يقدمه الزوج إلى زوجته فإنه يؤجر عليه إن شاء الله تعالى إن قصد بذلك وجه الله، فإذا دفع لها نفقة الحج أو جزءا منها، أو نفقة بعض الفحوصات ونحو ذلك حتى وإن كانت الزوجة غنية فإنه يؤجر؛ لقول الله تعالى: وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ. {محمد:35}.
قال ابن كثير: أي ولن يحبطبها ويبطلها ويسلبكم إياها بل يوفيكم ثوابها ولا ينقصكم منها شيئا.
وكما قال تعالى: فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ. {الزلزلة:7}.
ولا يعتبر هذا المعروف خطأ ولا إضاعة للمال بل هو أجر ومن حسن العشرة، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: وإنك مهما أنفقت من نفقة فإنها صدقة حتى اللقمة التي ترفعها إلى في امرأتك. متفق عليه.
ولا نظن عاقلا يعتقد أو يخطر بباله أن هذا المعروف خطأ أو إضاعة للمال إلا أن يكون بخيلا شديد البخل والعياذ بالله، وانظر الفتوى رقم: 95041. عن حكم الصدقة على الغني.
والله أعلم.