عنوان الفتوى : إخبار الراقي عن المغيبات دليل على كهانته وشعوذته
سيدي الكريم: هناك رجل في بلدنا يقول إنه يعالج ويرقي بالقرآن الكريم، أخذت له أمي أختي ليرقيها بعد رسوبها المتواصل في الجامعة فرقاها بالقرآن، ولما سألته عن أحوال أخى المسافر قال لها إنه يعيش في رغد وأنه يجب أن يزوره عندما يعود ليرقيه، ولما سألته عن الزواج بالنسبة لي قالت: إنه كتب بماء لا تعرف نوعه في طبق ـ على ما تظن آيات قرآنية ـ وطلب منها أن تسكب القليل من الماء، ثم عجن الحناء وأرسلها إلي لأخضب به يدي، وقال إنه ـ بإذن الله ـ بعد شهرين أو ثلاثة سوف يأتي من يتزوجني، وإن لم يأت فيجب أن أزوره ، مع العلم أن طريقته هذه نجحت مع كثير من الفتيات، وأنه لا يأخذ من النقود إلا القليل، سيدي أنا رفضت أن أقوم بهذا الشيء، ولكن أمي مصرة عليه، وهي تلح علي دائما أن أخضب يدي بتلك الحناء، وأنا لست مرتاحة لهذه العملية. أرجوكم ساعدونى فقد أصبحت خائفة من أن تفرض علي بالقوة وهي حرام، فهل حرام أم حلال أن أستعمل هذه الحناء؟. مع الشكر سلفا. وجزاكم الله ألف خير.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، وادعاء معرفة الغيب هو عين الكهانة المجمع على حرمتها، وقد سبق بيان معناها وحكم تعاطيها وبيان أنه لا يعلم الغيب إلا الله، في الفتاوى ذوات الأرقام الآتية: 49086، 17507، 41084، 55240.
وإخبار هذا الرجل عن حال أخيك المسافر يدل على أنه ممن يتعاطى الكهانة، وقد أجمع الفقهاء على حرمتها، كما أجمعوا على أن إتيان الكاهن للسؤال عن عواقب الأمور حرام، ويكفي في الوعيد في ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أتى كاهنا أو عرافا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والحاكم وصححه ولم يتعقبه الذهبي، وصححه الألباني.
ومن أتاه لمجرد السؤال ولم يصدقه، فهذا لم يكفر لكنه ارتكب كبيرة من الكبائر، ويحرم ثواب صلاته أربعين يوما زجرا له على معصيته. وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 15284، 29569، 14231.
وقد سبق ذكر العلامات الفارقة بين المشعوذ البغيض والراقي الشرعي في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 6347، 16618، 68576، 34333، 48509، 49574.
كما سبق بيان كيفية التوبة من إتيان العرافين وسؤالهم في الفتوى رقم: 76180.
فعليك أن تنصحي أمك وتعلميها وتحذريها من إتيان أمثال هؤلاء المشعوذين، ولا تطيعيها في الذهاب إليهم.
وعليك بحسن الظن بالله، وصدق التوكل واللجوء إليه والاستعانة به سبحانه، وكثرة الصلاة والدعاء والذكر، واستعمال الرقية الشرعية، فإن هذا ينفعك سواء كان سبب المشكلة هو السحر أو الحسد أو العين أو غير ذلك.
ولمعرفة وسائل علاج السحر والحسد والعين يمكن مراجعة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 5252، 5856، 5433، 3273، 7151، 7967، 1796، 48991.
والله أعلم.