عنوان الفتوى : كراهة الموت بين الذم وعدمه
فضيلة الشيخ: هل يجب على المؤمن أن يحب الموت، وهل يجب عليه أيضا أن لا يخاف منه، وهل هناك شيء إذا فعله الشخص يضمن رحمة الله به وأيضا دخول الجنة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حب الموت لا يجب على المؤمن، وكراهة الموت من طبيعة الكائن الحي التي جبل عليها، وهذه الكراهة الطبيعية ليست مذمومة شرعاً، ولا يجب على المسلم إزالتها، وليس مكلفاً بذلك لأنه ليس في طوقه، ففي الصحيحين وغيرهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه. فقلت يا نبي الله أكراهية الموت؟ فكلنا نكره الموت، فقال: ليس كذلك، ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله، فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه.
ولهذا الحديث قسم العلماء كراهة الموت إلى قسمين: قسم مذموم شرعاً وهو ما كان من ضعاف الإيمان الغافلين عن الآخرة المتشبثين بالدنيا المتبعين لشهواتها وملذاتها، والقسم الآخر هو الكراهة الطبيعية المذكورة في الحديث، وقد سبق بيان ذلك بتفصيل أكثر في الفتوى رقم: 40902، والفتوى رقم: 80408 فنرجو أن تطلعي عليها.
وأما ضمان دخول الجنة فيكون بفضل الله تعالى وتوفيقه للعبد إلى الإيمان والطاعة واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن اتقى الله تعالى وامتثل أوامره واجتنب نواهية واستقام على طاعته رحمه الله تعالى وأدخله الجنة؛ كما قال تعالى: ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب. وفي صحيح البخاري عن سهل بن سعد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة. وللمزيد من الفائدة انظري لذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10116، 95687، 12801.
والله أعلم.