عنوان الفتوى : إغلاق باب الوساوس والاكتفاء بغلبة الظن بزوال النجاسة
أنا آنسه أعانى من وسواس النظافة أثناء الغسل، جاءني شعور بنزول نقطة بول على رجلي، وأعتقد أننى غسلت المكان جيدا، ولكنني غير متأكدة تماما، ويخيل لي أننى لابد أن أغتسل وأغير ملابسي كلها، لأنني قد مسحت بفوطة مكان نقطة البول، وهى نفسها التي مسحت بها جسمي، ولكنني لست متأكدة . ماذا أفعل لأتوضأ وأصلي؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بلغت بك الوسوسة حدا يخشى عليك منه- نسأل الله لك العافية- فاعلمي -وفقك الله- أن الوسوسة من أخطر الأمراض التي إذا أصابت عبدا أفسدت عليه دنياه وآخرته, والشيطان أحرص ما يكون على إغواء العبد بها وإيقاعه في شركها ليصيب منه غرضه, وأنفع علاج للوسوسة هو الإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها بالمرة، وأن تعلمي أنها من كيد الشيطان ومكره، وأنه لن يكون قط حريصا على صحة عبادتك، فإذا تفطنت لهذا المعنى حذرت منه أشد الحذر وسهل عليك -بإذن الله -رد كيده في نحره, واعلمي أن شعورك بخروج قطرة البول إذا كان شكا كما هو الظاهر فلا يوجب عليك تطهير شيء لأن اليقين -وهو الطهارة- لا يزول بالشك، ولو فرضنا أنه قد خرج منك بول فعلا وقد غسلت رجلك جيدا فلماذا الشك والوسوسة في أنها لم تطهر؟ بل ما زال الشيطان يوسوس لك حتى أوهمك وجوب الغسل عليك.
إن الواجب عليك أيتها الأخت- الفاضلة- ألّا تسترسلي مع هذه الوساوس، وأن تغلقي بابها بالمرة فلا تسمحي للشيطان الرجيم أن يفسد عليك عبادتك، واعلمي أن الشريعة مبنية على اليسر ورفع الحرج، فيكفي في إزالة النجاسة غلبة الظن بزوالها، فعليك أيتها الأخت- الفاضلة- أن تقبلي على عبادتك وتتوضئي وتصلي، آخذة بما ذكرنا لك من النصائح من ترك الالتفات إلى الوسوسة والإعراض عنها .ولمزيد الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 80002، 67956، 29316.
والله أعلم.