عنوان الفتوى : آداب الدعاء وهل يدعو لشخص معين أم لعموم المسلمين
أود أن أعرف ما هي آداب الدعاء؟ وهل من الأصلح الدعاء للغير كأخي أو أبي بالاسم وأخصه بالذكر أم أدعو لعموم المسلمين ويكون هو المختص بالدعاء في نيتي، مثلا عندما أدعو لأبي أقول: اللهم إن أردت لعبد مسلم الممات فأمته اللهم موت الشهداء، وآته أجر الشهداء، اللهم ألهمه الشهادتين، وثبته ساعة الحساب، وارحمه اللهم من عذاب القبر وأهواله، ووسع اللهم له قبره واجعله روضة من رياض الجنة ومد له اللهم في قبره مدد بصره، واخلف له في قبره وآخرته خيرا مما كان يحب في الدنيا، واخلف له اللهم مالا خير من ماله، ودارا خيرا من داره،وذرية خيرا من ذريته. أم أخصه بالذكر وأقول اللهم اغفر لأبي كذا، أفيدونا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان كيفية الدعاء وآدابه. فنرجو أن تطلع عليها في الفتوى رقم: 23599.
كما أن تخصيص الوالد أو الأخ أو غيرهما بالدعاء لا حرج فيه؛ فقد قال الله عز وجل في محكم كتابه وعلى لسان أنبيائه: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ {إبراهيم:41} وقال تعالى: قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي .{ الأعراف:151}.
وصح أن نبينا- صلى الله عليه وسلم- كان يدعو لأشخاص بأعيانهم وربما سماهم بأسمائهم؛ فمن ذلك ما جاء في الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يرفع رأسه يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم يدعو لرجال فيسميهم بأسمائهم فيقول: اللهم أنج الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين. الحديث
ولذلك فالأفضل أن تخص نفسك ووالديك وإخوانك بالدعاء أولا، ثم تعمم الدعاء لجميع المؤمنين كما أرشدت إلى ذلك نصوص الوحي المشار إلى بعضها.
والله أعلم.