عنوان الفتوى : التعارف عبر النت بين امرأة متزوجة وأجنبي عنها
إنني امرأة متزوجة، حاصلة على شهادة الماستر من بريطانيا في علوم الحاسبات، إنسانة تقية أخاف الله وأحب أطفالي، ولكن بطريق الصدفة تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، وبدأت بيننا علاقة صداقة، ومن ثم شعرت أنني متعلقة به كثيرا وهو أيضا، حيث إنه يسكن في بلد آخر بعيد عن بلد إقامتي الحالي، ولكنه من نفس جنسيتي: عربي . طلب مني الانفصال عن زوجي والزواج منه، علما أنني أعرف عنه الكثير فقد حكى لي كل صغيرة وكبيرة، السيئ والجيد، وقد تأكدت من مصداقية حديثه عن طريق أقارب لي في بلدي، ولكنني مترددة لا أستطيع القبول بالزواج منه رغم أن علاقتي بزوجي متوترة، وذلك لأني أخشى أن أكون نزوة في حياته، وأخشى على أطفالي أن يتربوا بعيدا عن والدهم، ويؤثر هذا على نفسيتهم مستقبلا، وأرى نفسي غير مرتاحة معه، شيء ما يقلقني! وحينما أكون بعيدة عنه نفس الشيء، غير مرتاحة إطلاقا . أرجو منكم أن تدلوني على الرأي الصائب؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وما فعله ذلك الرجل من طلب انفصالك عن زوجك، إنما يدل على فساد دينه وخلقه ولؤم طبعه، فالمرأة ما دامت في عصمة زوج، فلا يجوز لأحد مجرد التعريض بخطبتها، ويعد ذلك من التخبيب على زوجها، وهو من الكبائر، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: ليس منا من خبب امرأة على زوجها، أو عبدا على سيده. رواه أبو داود وصححه الألباني.
فالواجب عليك التوبة إلى الله، بقطع علاقتك بهذا الشخص تماما، والندم على ما وقعت فيه من إثم، والعزم على عدم العود لمثل ذلك.
وعليك أن تتعلمي أمور دينك،وتتقي الله في زوجك،وتحسني عشرته،وتسعي لإصلاح مابينكما، وتحافظي علي بيتك وأطفالك، فترابط هذه الأسرة نعمة من الله، فلا تقابليها بالكفران، واحذري من فتح أبواب الفتن التي يدخل منها شياطين الإنس والجن ليفسدوا عليك حياتك،ويشتتوا شملكم .
وللفائدة راجعي الفتوى رقم 99815
والله أعلم.