عنوان الفتوى : الوسوسة عند النطق بالفاتحة والسورة في الصلاة
سؤالي هو إذا كان هناك شخص هو في الواقع يتكلم جيدا ولكن في الصلاة مثلا إذا جاء يقول أي كلمة مثلا الضالين لا يمكنه أن ينطقها علي الشكل الصحيح ويظل يقول الض الض الضا الضالين ويشعر أنه بذل مجهودا كبيرا حتى ينطق بها وتوتر في حين أنه لما يريد أن يتكلم خارج الصلاة ينطق بشكل عادي جدا... فما حكم صلاته وماذا يفعل؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا الشخص يعاني من الوسوسة نسأل الله العافية له وللمبتلين بها من المسلمين فإنها من أخطر الأمراض التي إذا تمكنت من العبد أفسدت دنياه وآخرته.
والذي يتعين على هذا الشخص أن يعرض عن هذا الوسواس جملة وأن يمضي في صلاته بصورة عادية غير مكترث بالتدقيق في كيفية النطق حتى يعافيه الله عز وجل.
وقد حذر أهل العلم من الوسوسة في المخارج مبينين خطرها، ومخالفتها للحنيفية السمحة، قال أبو الفرج ابن الجوزي: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف فتراه يقول الحمد الحمد فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب، قال ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب، وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة وكل هذه الوساوس من إبليس. انتهى.
وقد سأل أحدهم شيخه فقال له: إنه يوسوس في المخارج حتى لا يستطيع أن يقول السلام عليكم فقال له الشيخ قلها كما قلتها الآن، وعلى الموسوس في المخارج أن يعلم أن الخشوع في الصلاة هو مقصودها الأعظم، وأن تلك الوسوسة والاسترسال معها يفوت ذلك المقصود.
وعليه أن يعلم أن الله رحيم بعباده وأنه لا يكلفهم فوق طاقتهم فإن أتى بما يقدر عليه فقد فعل ما أمر به.
وأما صلاته فصحيحه لأن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، فما دام يجاهد نفسه في ترك هذا الأمر فلا حرج عليه إن شاء الله، ولا نظن مسلما يتعمد مثل هذا فما دام معذورا فقد رفع الله عنه الحرج.
والله أعلم.