عنوان الفتوى : تفاوت الطرق الصوفية ووجوب التحذير من انحرافاتهم
كلما حاولنا تقريب الأفكار بين السلف والوهابية وتصحيح بعض أخطاء الصوفية وبيان أن أساسها طيب وأن من الصوفية من يتبع الكتاب والسنة ويعمل القياس بهم وكذلك نحاول سد سب الشيعة للصحابة الكرام بحسن النقاش، كلما حاولنا ذلك أطلع على موضوع في هذا الموقع المحبوب لدي أرى فيه السب بطرق غير مباشرة للصوفية ومقارنتهم بالزنادقة.. يا أخي خافوا الله وأنا من محبي التوحيد لهذه الأمة انظر كيف كتبتم عن العلم اللدني أعجبني تعريفه ولكن أكثرتم السب، واعلموا أنه ليس كل من قال إنه صوفي يعتبر صوفيا لأن الصوفي أساس عمله الزهد وليس هناك أزهد من الرسول صلى الله عليه وسلم ،إذن لا تصوف بلا سنة، وأنا لست منحازا لأحد بل توحيد الأمة وتصحيح الأخطاء بالتي هي أحسن، وتفترون على كل الصوفية بحبهم للولي أكثر من النبي، والله إنه أمر عظيم بتعميمكم لأنكم لم تجتمعوا إلا مع الطائفة الضالة منهم، واعلموا أن منهم من هو على خير إن شاء الله ولا يختلف معكم إلا في أمور بسيطة لها الحل إن أردنا جميعا وعرضتموها جميعا للكتاب والسنة ومنهم من قد يفوقكم في أمور التعبد طبعا بما لا يخالف كتابا ولا سنة، فالتقوى لله وأصلحوا بالتي هي أحسن ولا تعمموا ب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
ففد سبق لنا أن بينا في عدة فتاوى أن الطرق الصوفية تتفاوت فيما بينها قربا وبعدا عن السنة، كما أنها تختلف في مقاصدها وأهدافها قديما وحديثا، فلا ينبغي الحكم عليها حكما واحدا، إذ منهم المبتدعة ومنهم الزنادقة ومنهم الزهاد.
وبينا أن الصوفية القدامى كانوا يحثون على التمسك بالكتاب والسنة وهذا منقول عن كثير من أئمتهم المتقدمين، ثم طرأ بعد هؤلاء الأقدمين ناس أدخلوا في منهج التصوف كثيراً من الانحرافات العقدية والسلوكية التي قد تصل الشرك الأكبر، وهذه الانحرافات لا يؤاخذ بها جميع من يدعون للتصوف أو التزكية ممن ينكرها ويبرأ منها ومن أصحابها.
ولا تخلو غالبا فرقة من فرق الصوفية اليوم من انحراف في العقيدة، وزيغ عن الحق، ومخالفة للهدي، فتكثر فيهم الشركيات كدعاء غير الله، والاستغاثة بالأموات، واعتقاد النفع والضر فيمن يسمونهم أولياء، وكل هذه الأمور شرك أكبر يخرج معتقده عن الملة.
وراجع في تفصيل ذلك الفتاوى الآتية أرقامها: 27699، 38922، 53523، 64723، 97998، 102883، 106562، 107991.
ويظهر من هذا أننا لا نعمم الحكم على الصوفية، وأننا نقوم بما يجب علينا من البيان نحو انحرافات الصوفية، فإن تحذير المسلمين من هذه البدع المضلة التي وقع فيها أكثر متأخري الصوفية واجب لا يجوز لنا تركه. واعلم أنه لا يمكن توحيد الأمة إلا على منهج أهل السنة، وقد قال الإمام مالك: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.
واعلم أيضاً أنه ينبغي أن لا يشغلك أمر الخلاف وتوحيد الأمة عما يجب عليك في خاصة نفسك، وهو الاستقامة على أمر الله والتمسك بدينه والانقياد لشرعه. وراجع فتوانا رقم: 65955.
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا وإياك ممن يخشى الله حق خشيته.