عنوان الفتوى : نية الأخ إشراك إخوته في جميع ما يملك غير واجبة
أنا لدي إخوة و كنت في بداية حياتي أصرف عليهم وهم صغار وربيتهم حتى كبروا ودرسوا وتخرجوا من الجامعة وتوظفوا وزوجتهم و شريت لهم سيارات وطيلة هذه المدة لم أبخل عليهم بشيء فقد تكفلت بهم وشقيت ليلا نهارا فانا متسبب و لم أتعلم بالرغم من أن أبي كان حيا إلا أني تكفلت بهم لأن أبي كان في القصيم وأنا انتقلت من صغري للعمل بالرياض ونقلتهم معي هم ووالدتي طبعا هم استقروا في حياتهم وأنا نويت في ذلك الوقت عندما كانوا في أول شبابهم يدرسون وأنا متكفل بهم أن أجعلهم شركاء لي في كل ما أحصل عليه و فعلا كان معهم مفتاح للخزينة يسحبون من أموالي دون أن أحاسبهم متى ما أرادوا مالا أخذوا دون إذن و لما زوجتهم هم استقلوا ببيوتهم وتوظفوا وأصبح لهم دخل بينما أنا كنت متسببا ومرت علي بعدهم ظروف حيث لا أجد أياما و شهورا ما أنفق به على أبنائي حتى أني أخذت الزكاة من الناس من حاجة و فاقة أصابتني وهم هداهم الله لم يساعدوني رغم ما يعلمونه من حالي وهم يستلمون رواتب شهرية عالية و بعدها فرجها الله علي و بدأت الآن في مشروع و نيتي أنهم باقون شركاء لي فيما أحصل عليه رغم أنهم لم يساهموا بالمشروع ولا يساعدوني فيه بل أشقى عليه أنا و أبنائي و ذلك لأني نويت نية قديمة عندما كانوا عندي أنهم شركاء لي في كل ما أملك وهذا لم يرض أبنائي لأن إخوتي لم يساهموا معي في المشروع و لم يعملوا معي و يقولون نحن نعمل معك و نشقى و نحن أولى خاصة أني مقصر معهم فلم أشتر لهم سيارات ولا جوالات مثل ما يملك أبناء عمومتهم ويقولون بأي حق يشاركونك و هم لم يدفعوا معك و أنا أحتج بنيتي القديمة فهل ما أنا عليه صحيح أم نيتي باطلة لأن فيه ظلما لأبنائي، هل أتمسك بنيتي و شراكتهم أم ألغيها أو هل أتمم نيتي بشرط أن يساهموا بالمشروع ماذا أعمل جزاكم الله خيرا؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فشكر الله للأخ السائل هذه الروح الطيبة التي تعامل بها مع إخوانه حيث أنفق عليهم وأحسن إليهم حين كانوا صغارا محتاجين، ووصلهم حين قطعوه وقصروا في حقه فلم يقابلوا الإحسان بالإحسان.
وأما موضوع نيته إشراكهم في كل ما يملك فهذه النية غير لازمة، وإذا تعارض موجبها مع حقوق أولاده فيلزم الانصراف عنها وإعطاء أولاده حقوقهم والإنفاق عليهم بما تقوم به حياتهم وتسد به حاجاتهم، فإن قصر في ذلك مع قدرته فهو آثم، وفي الحديث: خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى، وابدأ بمن تعول. رواه البخاري.
ومعنى عن ظهر غنى: أي فاضلا عن نفقة العيال، ومعنى تعول: تجب عليك نفقتهم.
والله أعلم.