عنوان الفتوى : يجب أخذ الاحتياطات اللازمة لإجراء عملية أطفال الأنابيب
أنا شاب متزوج ولدي من الأبناء ثلاثة أطفال ابنتان وولد، بعد قدوم ابني الصغير اكتشف الأطباء بأنه يعاني من مرض الثلاسيميا الكبرى، وهذا المرض من أمراض فقر الدم المزمنة ويحتاج المريض إلى إجراء نقل دم شهري بالإضافة إلى أدوية تقليل الحديد في الجسم وذلك طوال حياته، والعلاج الوحيد لهذا المرض هو زراعة النخاع (الخلايا الجذعية) وقد قمنا بالتنسيق مع المستشفيات المختصة بدولة الإمارات وبعض المراكز الدولية بالبحث عن خلايا تتطابق مع ابني فلم نجد حتى الآن، كما أننا لم نجد له متبرعا من العائلة نفسها، وعلمياً فإن فرص الحصول على خلايا متطابقة من خارج العائلة أمر ضعيف جداً، ومع ذلك فقد أعطانا الأطباء أملاً جديداً وهو إمكانية أن نجد المتبرع من خلال إنجاب طفل جديد ولكن هذه المسألة فيها خطورة أيضاً، فإنجاب طفل جديد قد يصاحبه إصابة الطفل بنفس المرض، أو أن يكون سليماً ولكن خلاياه لا تتطابق مع أخيه المريض، ولكن مع تطور الطب استطاع الأطباء الآن إيجاد طريقة لضمان قيام الحمل بجنين سليم من المرض ومطابق لخلايا أخيه المريض أيضاً، ويتم ذلك من خلال التلقيح بالأنابيب، وفي أحد مستشفيات الإمارات ومن خلال طبيب مسلم، وسؤالي هل تعتبر الحالة المرضية لابني، من حالات الضرورة التي يجوز بموجبها إجراء عملية تلقيح بالأنابيب، وعليه أرجو إفادتي بحكم الشرع في هذا الموضوع جزاكم الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يشفى ابنكم هذا، ونوصيكم بكثرة الدعاء له، ورقيته بالرقية الشرعية فهي نافعة بإذن الله، وإذا ثبت أن الإنجاب عن طريق التلقيح الصناعي يمكن من خلاله الحصول على جنين سليم من هذا المرض كانت هذه حاجة معتبرة شرعا للإنجاب بهذا الطريق، والحاجة في بعض حالاتها تنزل منزلة الضرورة، وهذه من ذلك فيما نرى، وهذا من باب علاج ذلك الجنين، ولا داعي لتبرير ذلك بما يحتاجه أخوه، ثم إذا ولد الجنين سليما، وكانت العملية الأخرى لا تضره هو وتنفع أخاه فلا حرج فيها، وننبه إلى أنه يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة في عملية التلقيح، والتي قد سبق التنبيه عليها في بعض الفتاوى السابقة نحليلك منها على الفتويين: 30384، 5995.
والله أعلم.