عنوان الفتوى : الترهيب من علاقة المرأة بالأجنبي عنها
أريد نصيحتكم بالموضوع التالي أختي طالبة صيدلة في السنة الأخيرة عندها تدريب وهي تتدرب عند جارنا وهو متزوج وشكله الظاهري أنه على دين وخلق ولكن للأسف أجده تجاوز الحد في التعامل مع أختي أي أنه يكلمها على الجوال بحجة العمل ويكلمها على الايميل وعندما قررت مراقبتها على الايميل وجدتهم يتحدثون بأمور عامة ليس لها علاقة بالعمل وأختي تحكي له كل ما يحدث عندنا بالبيت كل صغيرة وكبيرة إضافة إلى أنني سألتها هل تتحدثين معه على الإيميل قالت لا أنا لا أحدثه وكذبت فهي فعلا تتحدث معه وكثيرا ما نصحتها ولكن دون جدوى أشعر أنها متعلقة به ولا تريد الزواج من أي خاطب يتقدم لها وهو أعطاها مفاتيح الصيدلية لـتأتي وقت ما تريد وتفتح الصيدلية وقت ما شاءت ويقول لها تجاهلي المحاضرات المهم أن تأتي للصيدلية على الرغم من أننا خصصنا لها يوما واحدا فقط للتدريب عنده إلا أنها تداوم عنده دواما أكثر من دوام الموظف العادي وتنتهز أي فرصة للذهاب إلى الصيدلية أخبرت والدي ولكن دون فائدة أريد أن أطلب منهم أن يمنعوها عن المجيء عنده أو أبعث شخصا له ولكن دون مشاكل. فماذا تنصحونا أن نفعل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما تفعله أختك من علاقة بهذا الرجل الأجنبي إنما هو من المنكرات التي حرمتها الشريعة المباركة، وكان الواجب على والديك إذ أخبرتهما بما يحدث أن يمنعا أختك عن غيها وانحرافها، فذلك مما يجب عليهما، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع ومسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها... متفق عليه.
ولقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من تضييع الأمانة التي أعطاها الله للآباء والأمهات، فقال: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه مسلم. وإن المسؤولية على والد الفتاة أشد للأدلة السابقة، ولقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ {التحريم:6}، وإن سكوت الأب عن هذا مع علمه به ليجعله من أهل الدياثة الذين أخبر عنهم الصادق المصدوق أنهم لا يدخلون الجنة فقال: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر، و العاق، والديوث الذي يقر في أهله الخبث. رواه أحمد وصححه الألباني. وجاء في بعض روايات الحديث: قالوا: يا رسول الله أما مدمن الخمر فقد عرفناه فما الديوث؟ قال: الذي لا يبالي من دخل على أهله. جاء في فيض القدير: قال ابن القيم: وذكر الديوث في هذا وما قبله يدل على أن أصل الدين الغيرة، ومن لا غيرة له لا دين له. انتهى.
هذا وإن الواجب عليك ما يلي:
أولا:أن تكثري من نصح أختك ففي الصحيحين عن جرير بن عبد الله قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم. وفي صحيح مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الدين النصيحة قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.
فعلى المسلم أن ينصح لأخيه المسلم كما ينصح لنفسه، فإذا رآه مقدماً على أمر يضره في دينه أو دنياه فعليه أن يبين له ذلك بأسلوب حكيم نابع من خالص النصح.، وأن تخوفيها بالله وباطلاعه على عباده، وأن عذابه أليم وأخذه شديد، وأن لذة الدنيا في الحرام لتنقلب على صاحبها حسرة وندامة في القبر ويوم القيامة.
ثانيا: كرري إعلام والديك بهذا، واستحثيهم على أخذ موقف متشدد من انحراف أختك، وذكريهم أن التساهل في مثل هذه الأمور يعود عليهم بضياع الدين وفضيحة الدنيا، فإن لم يستجيبوا لك واستمروا على موقفهم وتجاهلهم، فعليك بمن تتوسمين فيه الخير من أرحامك كالأعمام أو الأخوال، وأخبريهم بما يحدث ليقوموا بالواجب عليهم تجاه هذه الفتاة، ويمنعوها من لقاء هذا الرجل وحديثه، ويمكنهم أن يتصلوا بهذا الرجل ويطلبوا منه قطع علاقته بأختك.
ثالثا: إن أصرت أختك على الاستمرار في هذه العلاقة المنحرفة، فعليك أن تهجريها إن كان هجرك لها يؤلمها ويؤثر فيها، فإن الزجر يكون بالهجر وغيره، كما يجب عليك أن تنكري عليها بقلبك ويتمعر وجهك وتغضبي لله عندما تجدينها على تلك الحال من محادثته أو الاتصال به.
رابعا: أكثري من الدعاء لها بصلاح الحال والبال، فلعل دعوة صالحة تفتح لها أبواب السماء يغير الله بها الحال إلى أحسن حال.
للفائدة تراجع الفتاوى رقم: 3716، 35893، 52483، 94067.
والله أعلم.