عنوان الفتوى : وصية المسلم بألا يدفن في تابوت
جزاكم الله خيراً على كل المجهودات الجبارة التي تجودون بها علينا يا أساتذتنا الكرام لتنيروا لنا طريق الهداية... سؤالي كالتالي: والدي حائر في مسألة وصية حمله أمانتها شخص يقول إنه ارتاح له لذلك ألزمه بتوقيع هذه الوصية بعد مماته وإلا سيسأله عنها يوم القيامة.. لذلك والدي احتار في أمره هذا بين المسألة الشرعية والقانونية وأبناء هذا الشخص الكريم.. والوصية فحواها كالتالي: بحكم سكن هذا الشخص في ديار الغربة يخشى أن يموت هناك ويؤتى به إلى المغرب في صندوق كما العادة المعهودة عند المغتربين خارج المغرب في حال إرجاعهم إلى الوطن لدفنهم، ولهذا ألزم والدي أن يقوم بدفنه دون ذاك الصندوق وشدد عليه الطلب فما حكم الشرع في هذه الوصية، وفي حال جوازها ما يجب أن يفعله والدي إن رفض أبناء هذا الشخص الكريم؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن وصية المسلم أن لا يدفن في التابوت وصية مشروعة، لأن الدفن في التابوت كرهه أهل العلم، إلا إذا كان فيه مصلحة كأن كان الميت محترقاً أو متغيراً... وعلة الكراهة أنه لم يؤثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته والسلف الصالح، وأن فيه إضاعة للمال وتشبهاً بعمل الكفار، وينبغي لهذا الشخص إن كان حياً الآن أن يوصي أبناءه كذلك بهذه الوصية أو يكتب ذلك في وصيته ليكون ذلك أدعى إلى تنفيذها بعد موته.
وعلى كل حالٍ فإذا مات هذا الشخص فينبغي لوالدك أن يخبر أولياء الميت بوصيته ألا يدفن في التابوت ويحضهم على تنفيذ ذلك ويبين لهم كلام أهل العلم في المسألة، فإن رفضوا ذلك فيمكن أن يخبر بالوصية من يمكنه التأثير عليهم فإن لم يقبلوا فلا يلزمه أجبارهم.
والله أعلم.