عنوان الفتوى : حكم الدخول على مواقع الكهان ومدعي معرفة الغيب
أنا أعمل في شركة حيث قام زملائي في العمل بإخباري أن هناك موقعا على شبكة الإنترنت, هذا الموقع يقوم بالإجابة عن أي سؤال تسأله إياه ومن جملة الأسئلة والأجوبة كانت:س: أين مديرنا بالعمل الآن؟ج: المدير كاي - ألماني الجنسية- الآن في هامبورج بألمانيا وقد كان فعلا كذلك مع العلم بأنا لم نخبره عن اسمه.س: ما لون الفانلة التي ألبسها الآن؟فأجاب: أن لونها كذا وكذا وقد كان بالفعل.فأنكرت عليهم ذلك، فلما أنكرت عليهم وحذرتهم رفض الموقع أن يجيب على
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذُكر في السؤال فيه معنى ادعاء معرفة الغيب، وهذه هي الكهانة المجمع على حرمتها، وقد سبق بيان معناها وحكم تعاطيها وبيان أنه لا يعلم الغيب إلا الله، في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 49086، 17507، 41084، 55240.
فالذي يدعي معرفة الأسرار ومطالعة الغيب هو الكاهن، وقد أجمع الفقهاء على أن التكهن والكهانة حرام، كما أجمعوا على أن إتيان الكاهن للسؤال عن عواقب الأمور حرام، وأن التصديق بما يقوله كفر، لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه أحمد والحاكم وصححه ولم يتعقبه الذهبي وصححه الألباني.
وتشمل الكهانة كل ادعاء بعلم الغيب الذي استأثر الله بعلمه، ويشمل اسم الكاهن كل من يدعي ذلك من منجم وعراف وضراب بالحصباء ونحوه..
قال الفقهاء: الكاهن يكفر بادعاء علم الغيب، لأنه يتعارض مع نص القرآن، قال الله تعالى: عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا* إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ... {الجن:26-27}، أي عالم الغيب هو الله وحده فلا يطلع عليه أحداً من خلقه إلا من ارتضاه للرسالة، فإنه يطلعه على ما يشاء في غيبه. انظر الموسوعة الفقهية... والتعامل مع مثل هذه المواقع المذكورة في السؤال -إن سلمنا وجودها كما ذكر السائل- له حكم إتيان الكهان، فمن تعامل معها وصدقها فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم كما في الحديث السابق، ومن تعامل معها من باب اللعب ولم يصدقها، فقد اقترف حراماً ولا تقبل صلاته أربعين ليلة، لقوله صلى الله عليه وسلم: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة. رواه مسلم.
ثم ننبه السائل إلى أن ما ذكره في سؤاله يحتمل أنه من خدع بعض زملائه في العمل.
والله أعلم.