عنوان الفتوى : حكم زواج الابن بدون رضا أمه
أنا فتاة أبلغ من العمر 28 عاما تقدم لخطبتي زميل وتمت الموافقة من جانب أهلي ولكن أمه ترفض له الموضوع دون أي أسباب تذكر، علما بأني على خلق ودين, وأخبركم بأن أمه لم ترني من قبل ولا تعرف عن أهلي أي شيء, وهو عرض علي الزواج من غير رضاها لكني رفضت؛ لأني لا أود أن أغضب أمه، علماً بأني أحب الزواج منه وأعلمكم بأني استخرت فى الموضوع أكثر من ثلاث مرات ولم يتبين شيء، فما رأي الشرع فى هذا الزواج دون رضا والدته أم أتركه؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن توفيق الله وهدايته للفتاة أن تحرص على تخير الزوج الصالح، فإن اختيار الزوج الصالح من أسباب سعادة المرأة في الدنيا والآخرة، ولذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم ولي المرأة أن يتخير لها صاحب الدين والخلق، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه ابن ماجه والترمذي وحسنه الألباني في الإرواء.
ولا شك أن من صلاح الرجل بره بوالديه وبالأخص أمه، فإن بر الأم من أوجب الواجبات، ومن أعظم القربات، ومن أهم أسباب رضا الله، كما أن عقوقها من أعظم الذنوب ومن أهم أسباب سخط الله.
أما عن سؤالك عن قبول الزواج من هذا الشاب الذي ترفض أمه زواجه منك، فنحن لم نقف على الأسباب الحقيقية التي تحمل هذه الأم على رفض هذه الزيجة، فإذا كان الرفض لأسباب مقبولة فإنه يجب عليه طاعتها، وحينئذ ننصحك بعدم قبول الزواج منه، لكونه من الإعانة له على عقوق أمه، ولما قد يترتب عليه من المفاسد بعد الزواج، أما إذا كان رفض الأم لمجرد التعنت وليس لها مبررات مقبولة فلا يلزم طاعتها حينئذ ولا حرج عليك في قبوله، ولكن ينبغي أن يحاول إقناعها بكل وسيلة ويستعين بالأقارب الذين قد يستطيعون إقناعها، ويجتهد في الإحسان إليها والمبالغة في برها، مع الاستعانة بالله والإلحاح في الدعاء فإن الله قريب مجيب.
والله أعلم.