عنوان الفتوى : هل يعد مرض القولون من أمراض ذات الجنب وهل يعد الميت به شهيدا

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

هل مرض القولون يعتبر من أمراض ذات الجنب؟ وهل الذي يكون مصابا به ويموت وكان يتألم كثيراً بسبب الغازات المؤذية والألم فهل يعتبر شهيدا أم لا؟ ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فمرض القولون ليس هو مرض ذات الجنب، فإن ذات الجنب كما قال ابن الأثير: هي الدبيلة والدمل الكبيرة التي تظهر في باطن الجنب وتنفجر إلى داخل  .. وقيل: أراد المجنوب الذي يشتكي جنبه مطلقا. النهاية.

وقال القاري: قرحةٌ أو قروحٌ تصيب الإِنسان، داخل جنبه ثم تفتح ويسكن الوجع، وذلك وقت الهلاك، ومن علاماتها الوجع تحت الأضلاع وضيق النفس، مع ملازمة الحمى والسعال. مرقاة المفاتيح، عون المعبود.

وقال ابن القيم: ذاتُ الجنب عند الأطباء نوعان: حقيقي، وغيرُ حقيقي. فالحقيقي: ورمٌ حار يَعْرِضُ في نواحي الجَنب في الغشاء المستبطن للأضلاع. وغير الحقيقي: ألم يُشبهه يَعْرِضُ في نواحي الجنبِ عن رياح غليظة مؤذيةٍ تحتقِن بين الصِّفاقات، فتُحْدِث وجعاً قريباً من وجع ذات الجنب الحقيقي، إلا أن الوجعَ في هذا القسم ممدودٌ، وفي الحقيقي ناخسٌ.... وقيل: المراد به كلُّ مَن به وجعُ جنب، أو وجعُ رِئة من سوء مِزاج أو من أخلاط غليظة، أو لذاعة من غير ورم ولا حُمَّى... ويلزم ذاتَ الجنب الحقيقي خمسةُ أعراض، وهى: الحُمَّى، والسعال، والوجع الناخس، وضيق النَّفَس، والنبضُ المنشارى. زاد المعاد.

ومرض ذات الجنب المعروف عند الأطباء الآن هو التهاب يصيب الجنبة أو البلورا، وهي غشاء مزدوج الطبقة يحيط بالرئتين ويفصلهما عن جدار الصدر، والميت بذات الجنب ينال فضل الشهادة ؛ فعَنْ عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الميت من ذات الجنب شهيد. رواه أحمد وصححه الألباني. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الشهداء سبعة سوى القتل في سبيل الله: المطعون شهيد، والغرق شهيد، وصاحب ذات الجنب شهيد، والمبطون شهيد، والحرق شهيد، والذي يموت تحت الهدم شهيد، والمرأة تموت بجمع شهيد. رواه مالك وأحمد وأبو داود والنسائي وصححه الألباني.

وأما مرض القولون فهو من جملة وجع البطن، فقد يكون له -إن شاء الله- حكم داء البطن أو المبطون المذكور في الحديث السابق، والمذكور في حديث أبي هريرة مرفوعا: المبطون شهيد، والمطعون شهيد. رواه البخاري ومسلم

قال النووي في شرح مسلم: المبطون فهو صاحب داء البطن، وهو الإسهال، قال القاضي: وقيل: هو الذي به الاستسقاء وانتفاخ البطن، وقيل: هو الذي تشتكي بطنه، وقيل: هو الذي يموت بداء بطنه مطلقاً. انتهى.

وقال ابن حجر في فتح الباري: المراد بالمبطون من اشتكى بطنه لإفراط الإسهال، وأسباب ذلك متعددة. انتهى.

وقال القاري في مرقاة المفاتيح وعون المعبود: والمبطون من إسهال أو استسقاء أو وجع بطن. وقد سبقت فتوى عن ذات الجنب وأقسامها وأعراضها وذلك في الفتوى رقم: 50366

والله أعلم.