عنوان الفتوى : المال المهدى للعامل نظير تعامله مع الشركة
أعمل في شركة مسؤول لشحن بضائع الشركة إلى الخارج، وعملي يتطلب التعامل مع شركات النقل والشحن فأقوم بعملي بالبحث دائماً على أفضل شركة من حيث الوقت والسعر وذلك لكل شحنة أقوم بها وأحصل نتيجة لذلك على راتبي بالإضافة إلى عمولة من شركتي، كنت أقوم بعمل شحنة ووجدت إحدى الشركات التي تعاملت معها مسبقاً وهي تقوم بدور الوكيل لخطوط النقل فأعطتني سعرا أعلى قليلاً من سعر خط النقل الرئيسي، ولكن ميعاد النقل مناسب لنا جداً، وحينما حاولت التعامل مباشرة مع خط النقل لم أستطع أن أحجز على نفس الميعاد، بعد أن تم النقل وذهبت لدفع رسوم الشحن واستلام أوراق الشحن فوجئت بمدير الشركة يعطيني مبلغاً من المال نظير تعاملي مع شركته، وحينما حاولت الرفض قال لي إنني لم أتفق معه مسبقاً على شيء كهذا -فأجبت بالإثبات- فقال لي: "لقد كسبت الشركة من هذه الشحنة والموظفون بالشركة الذين عملوا في هذه الشحنة سيحصلون على عمولة منها بجانب راتبهم وأنا أحب أن يكون كل من يتعامل معي رابحا وهذه فقط لتشجيعك على التعامل معنا"، فسؤالي الآن هل هذا المبلغ من حقي حيث لم نتفق عليه مسبقاً ولم أطلبه أو أفكر فيه ويعلم الله بذلك، وهل يجب أن أخطر شركتي بذلك؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
هذا المبلغ هو مما يعرف بهدايا العمال، وحكمها المنع إلا إذا أذنت فيها جهة العمل (الشركة التي تعمل فيها) والدليل على منعها هو حديث أبي حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية فلما جاء حاسبه قال: هذا ما لكم وهذا هدية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك، إن كنت صادقاً ثم خطبنا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله فيأتي فيقول هذا ما لكم وهذا هدية أهديت لي أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته، والله لا يأخذ أحد منكم شيئاً بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة فلأعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر، ثم رفع يده حتى رئي بياض إبطه يقول: اللهم هل بلغت، بصر عيني وسمع أذني. رواه البخاري ومسلم. وحديثه أيضاً مرفوعاً: هدايا العمال غلول. رواه أحمد وصححه الألباني. ولا عبرة بعدم طلبك لهذا المبلغ أو عدم اتفاقكما من قبله عليه.
والله أعلم.