عنوان الفتوى : حق الزوجة في سكن مستقل عن والدي زوجها
عمري 25 سنة، متزوجة منذ عام ونصف العام ولي بنت عمرها 8 أشهر، منذ تزوجنا ونحن نسكن مع أهل زوجي (أمه وأبيه) والخادمة، أعمل أنا وزوجي في الشركة نفسها من السابعة صباحا وحتى الرابعة مساء والبنت في الحضانة، مشكلتي هي أمه وأبوه ، حيث إن أباه يعمل بصحة جيدة وأمه بصحة أكثر من جيدة، أما أمه تصلي الفرائض والنوافل وأكثر من ذلك وتصوم الإثنين والخميس والأيام البيض وتقرأ القرآن كل يوم ومن يراها يقول ما شاء الله ومن يعاشرها يتساءل أين يذهب هذا كله، فهي تغار مني وتثير المشاكل بصورة غير مباشرة مع زوجي وأبيه كما أنها تتطلع على ثيابي وأكلي وشربي وزينتي وتتحدث للعائلة والآخرين عني بالسوء أمام عيني وسماع أذني والله، غير أنها أيضا تمنعني من استعمال بعض الأجهزة المنزلية مثل الغسالة وتمنعني من وضع لمساتي الخاصة لديكور المنزل وغيرها من مواقف كبيرة وصغيرة لا تتسع الصفحة لذكرها. أما الأب، فهو طيب القلب وأفضل من الأم كثيرا رغم أنه لا يصلي ولا يقرأ القرآن ولكن لسانه سليط ويتكلم في أمور محرجة وخاصة بالعلاقة الزوجية ويعلق أمام الجميع من الضيوف أو الأهل كذلك فقد تغير أسلوبه معي كثيرا بسبب ما تحكيه له زوجته عني وكرهها الشديد لي ولأهلي. هي تعرف القرآن والصلاة لنفسها أما في التعامل مع كثير من الناس ومنهم الخادمة وأنا وأهلي فهي لا تفقه شيئا من الصلاة أو القرآن وأقولها وأنا أعرف ما أقول. وغير هذا فهي إن أحست بأننا ننوي البحث عن منزل لنعيش وحدنا تبكي وتتمارض وتتصل بكل العائلة ليتكلموا مع ابنها لكي لا يفعل هذا مع العلم بأنه ليس الوحيد لديها ولا الكبير، والابن الكبير المتزوج من ابنة عمه كان يسكن لديهم قبل أن نتزوج ولكن زوجته لم تتحمل تدخلات أمه وذهبوا وسكنوا في بيت منفصل. بناتها يعطونها عذر الكبر عندما يذهب زوجي ويتكلم مع إحداهن ولكن هي تتصرف بهذا الشكل معي أنا فقط، وهي جدا رائعة مع زوجة ابنها الثانية ومع الآخرين بشهادة الكثير ومنهم الخادمات في المنازل واللاتي يقلن لي إننا لا نعرف لماذا تتكلم عنك بالسوء ولماذا لا تحبك ثم يقلن نحن نعلم أنها تغار منك ولا تريدك أن تبقي زوجة لابنها. هل يعقل أن الموضوع وصل لخادمات المنازل في العائلة؟؟؟؟ أنا متعبة جدا وبدأت أتعب من المشاكل والمواقف التي لا تعد ولا تحصى وأريد أن أذهب لأسكن في بيت وحدي أنا وزوجي وابنتي، فأنا أعمل طول النهار لأرتاح وأؤمن حياة هنيئة لي ولعائلتي لا لأشعر بأنني ضيفة ثقيلة غير مرغوب فيها في المنزل وأواجه مشاكل كل دقيقة وهي أيضا لا ترحب بفكرة فصل ابنتي من غرفتي لأنها لا تريد أن أستخدم غرفة الخادمة والتي هي أيضا غرفة جلوس للعائلة أثناء النهار ولا يوجد غيرها. ونختلف أنا وزوجي في معظم الأيام بسببها وهو يخشى أن يقول الناس بأنه طفل صغير يسمع كلام زوجته ويترك أمه ولكنه يعلم تماما بأن كل ما يحدث صحيح وأن أمه إنسانة لا يمكن العيش معها أبدا ويطلب مني الصبر ولكن لا أستطيع أبدا أن أصبر للحظة. أنا لا أريد أن أدمر علاقة زوجي بأمه وأبيه ولكن ما يحدث فهو كثير جدا وأنا لا أريد أن أخرب بيتي وأطلب الطلاق ولكنني على شفا حفرة. والوضع المادي لي ولزوجي جيد وكذلك أمه وأبوه وضعهم جيد جدا بل وأفضل منا حالا، كما أن والده يتكفل كثيرا في مصاريف عائلة ابنه الكبير على الرغم من أن حالة ابنه الكبير أفضل منا جميعا ويعمل في أكثر من وظيفة ولكن أبو زوجي يفعل بذلك لأن زوجة ابنه البكر هي ابنة أخيه وهو لا يساعدني أنا وزوجي أبدا إلا إذا طلبنا منه ذلك ويفعل ذلك على مضض. وللعلم فإني في أول 4 شهور من زواجي كنت أساعد أهلي ببعض من راتبي الشهري غير أن زوجي طلب مني التوقف بسبب حاجتنا للراتب كله، وهكذا فإن كل راتبي يذهب على الإيجار والكهرباء والماء وهاتف المنزل وأغراض المنزل الذي لا راحة لي فيه، فهل هذا حلال؟؟؟؟ بعد الظروف التي شرحتها لكم هل يحق لي شرعا السكن في بيت منفصل؟ وهل إذا غضبت أمه لهذا فهل الله يعاقبه ؟ مع العلم بأننا سوف نختار الأسلوب المناسب للقيام بهذا الموضوع. أنا في أشد الحاجة لردكم على سؤالي. وجزاكم الله خيرا.
الخلاصة: فالذي نراه حلا لهذه المشكلة هو مطالبة الزوج بتوفير سكن مستقل عن أهله، ويجب لك ذلك عليه شرعا سيما مع ما ذكرت من الضرر في مقامك مع أهله، ولا حرج عليه في الانفصال عنهم ولو غضبوا، وينبغي أن يقنعهم ويحاول ترضيتهم، وأما راتبك فهو من مالك الخاص ولك التصرف فيه كيف تشائين وليس لزوجك منعه من صلة أهلك منه، ولا يجب عليك أن تساعديه في شؤون البيت ما لم يكن شرط ذلك عليك مقابل سماحه لك بالعمل، ومع ذلك فالأولى أن تساعديه بمالك إن احتاج إليه لما في ذلك من حسن العشرة.
فالسكن المستقل من حقك على زوجك سيما إذا كان حال أهله معك كما ذكرت فلا حرج عليك في مطالبته به ولا حرج عليه في انفصاله عن أمه لأنها ليست بحاجة إليه ولأن توفيره للمسكن المستقل بك يجب عليه وحسبما ذكرت فإن ذلك هو الحل الأمثل لهذه المشكلة، وإن كنا ننصحك بالصبر والتغاضي عن هفوات وزلات أم زوجك ما أمكن ذلك ومناصحتها مما لا يمكن التغاضي عنه ومعرفة وتلمس سبب جفائها وبغضها لك.
وأما صرفك لراتبك في شؤون البيت ومساعدة الزوج فلا حرج فيه لكن لا يجب عليك شرعا ولك الامتناع منه إن شئت ما لم يكن شرط عليك ذلك مقابل سماحه لك بالعمل والخروج، كما أن من حسن عشرة الزوجة لزوجها مساعدته بمالها إن احتاج إليه، فلك أن تعطيه منه وتعطي أهلك وتصليهم بما شئت من مالك، وليس لزوجك منعك من ذلك ولا طاعة له فيه إن أمرك بعدم صلتهم بالمال لما في ذلك من الحث على قطيعة الرحم والمال مالك فلك التصرف فيه كيف تشائين وللمزيد انظري الفتاوى رقم:4370، 6418، 483، 2221، 35014.
هذا، ويجب عليكم أن تبذلوا النصح لوالد زوجك الذي ذكرت أنه لا يصلي ولا يقرأ القرآن فإن من كانت هذه حالته فهو على خطر عظيم، بل إن كثيرا من أهل العلم يقول بكفر تارك الصلاة كسلا وتهاونا بها فيجب أن تبينوا له ذلك بحكمة ورفق عسى الله أن يهديه. ولمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى التالية أرقامها:6061، 41150، 73109، 61774.
والله أعلم.