عنوان الفتوى : الطريق السديد في هداية تارك الصلاة والمرأة المتبرجة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فتارك الصلاة على خطر عظيم لأن الصلاة عماد الدين، وهي الصلة بين العبد وربه، وكان يوصي بها المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو في آخر لحظات حياته وما ذلك إلا لأهميتها ، وكذلك عمر كان يقول بعدما طعن: لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة. فمن تركها فقد قطع الصلة بينه وبين الله، وتسلط عليه الشيطان الرجيم، وركبته الهموم والغموم .
ويوم القيامة أول ما يحاسب عليه العبد صلاته فإن صلحت صلح سائر عمله, وإن فسدت فسد سائر عمله, فبالصلاة تحصل السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة.
والطريق السديد في هداية تارك الصلاة أن ينصح ويذكر بالله تعالى وبالآيات القرآنية المخوفة من ترك الصلاة كقوله تعالى : فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا* إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا {مريم: 59 ـ 60 } وبأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم ومنها ما في مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمر أنه ذكر الصلاة يوما فقال : من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة, وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف . وينبغي تنبيه هذا الإنسان إلى ثمار الصلاة في الدنيا والآخرة . فلعل من ذكر بمثل هذه المعاني يتوب إلى الله ويحافظ عليها ، ومن يهد الله فهو المهتدي ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا .
وأما المرأة المتبرجة فيقال لها : اعلمي أن واجب المسلمة التي أعلنت الاستسلام لحكم الله وخضعت لشرعه ورضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا ، هو التزام أمر الله والوقوف عند حدوده ومن ذلك الحجاب, والحجاب هو عنوان الحياء ورمز العفة ، إذا خلعته المرأة وفرطت فيه فقد جعلت نفسها سلعة رخيصة وعرضة لعبث العابثين وفتنة وبلاء على المؤمنين ، وهي قبل ذلك وبعده عصت أمر رب العالمين حيث قال تبارك وتعالى : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الأحزاب: 59 }
ولا أدري كيف تتبرج مسلمة وهي تسمع قول النبي صلى الله عليه وسلم : صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة, لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها, وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا . أخرجه أحمد ومسلم .
ومعنى كاسيات عاريات : أنهن لابسات ثيابا رقاقا تصف مفاتنهن ومحاسنهن. وقيل معناه : أنهن يسترن بعض بدنهن ويظهرن بعضه ، وقيل معناه : أنهن كاسيات من الثياب عاريات من لباس التقوى والعفاف ، وعلى كل المعاني فهذا هو التبرج وتلك صفات المتبرجات، وهذا الوعيد الشديد كاف لمن تؤمن بالله واليوم الآخر في الزجر عن التبرج وإظهار الزينة لمن لا يحل له أن يراها .
وهكذا كل مرتكب للمنكر سواء كان ترك الصلاة أو تبرج امرأة أو غير ذلك ينبغي أن يذكر بالله وبوعده ووعيده لا سيما في خصوص المنكر الذي يرتكبه .
والله أعلم .