عنوان الفتوى : العبرة بحال الخاطب لا بماضيه
هنالك أسرة تريد تزويج ابنتها والبنت متدينة وواعية وموظفة وهي فى العقد الثالث من عمرها وهي من أتى بالزوج إلى أهلها وأبوها متوفى وأهلها في بادئ الأمر أيدوها وباركوا لها جميعهم ولكن أخاها أراد أن يتأكد فاتصل بمعارف له في البلد الذي يقيم فيه الرجل وسأل الناس (؟) عنه قالوا له نعوذ بالله من هذا الشخص.. وتبين في ما بعد أن الناس الذين سألهم لا تربطهم علاقة جيدة بالمتقدم للزواج لأنه كما يقولون لا يحتك بهم.. قالوا كان له علاقات بامرأة، علما بأن علاقته بالمرأة كانت قبل سنين خمسة أو ستة أعوام وهو من المصلين والمعتمرين لبيت الله الآن.. فهل يجوز لمن لا يعرف الشخص معرفة جيدة ولصيقة وشخصية أن يبدي رأيه فيه.. وهل تاريخ من أكثر من خمس سنين يؤثر فى هذا الزواج، علما بأن هناك رجالا متدينين وثقات تدخلوا واتصلو بأخيها وقالوا له هذا الرجل كان كذا، والآن نشهد له بالإيمان لأنه من معتادي المساجد (إذا رأيتم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان) قالوا نشهد بحسن أخلاقه وصلاته وحسن معشره!! الآن أهلها أعني أخاها ربما عنادا يحاول إثناءها وعدولها عن أمر الزواج وهي متمسكة به لأنها متأكدة من حسن علاقتها به(بالهاتف والبريد الإلكتروني وبواسطة أقارب له يشجعونها ويقولون لها توكلي على الله نحن متأكدون من الرجل وهي أيضا تريد الرجل.. لأنها تقيم فى بلد غربي وتربت هناك وتثق فى علمها وخبرتها بالحياة وتقول إنها متأكدة من أن هذا هو فتى أحلامها لأنه متطابق معها فى جميع الأفكار والنواحي الدينية وتريد أو تخطط أن تنتقل لتعيش معه فى البلد المسلم الذي يقيم فيه لأنها تميل للتدين والإسلام، فهل هم على حق وهل يجوز لمن سمع عن شخص أو رآه من سنين أن يحكم عليه للأبد علما، بأن الإنسان يتغير من حال إلى حال في كل يوم... فهل تأخذ برأي الناس العدول والناس الذين هم أقرباؤه، فماذا تفعل مع هؤلاء الذين جاؤوا من طرف أخيها غير المتدين وما يعرفونه معرفة جيدة، كما أسلفت لفضيلتكم! علما بأن الأخ لا يدخن ولا يسكر ويحافظ على الصلوات الخمس وهو متفقه فى دينه، علماً بأن أخاها شن حملة أو جند باقي أفراد الأسرة، لكي يقفوا فى صفه!! ربما عنادا أو ركوبا للرأس كيف لا تسمع كلامي أنا وأصدقائي ومعارفي قالوا كذا وكذا، علما بأن أمها وخالها يؤيدان الزواج لأن الخال يعرف الشاب وخالة الشاب أيضا تؤيد الزواج، فأفيدونا يرحمكم الله، فنرجو من فضيلتكم أن تتكرموا بالرد علينا بأسرع وقت ممكن؟ وجزاكم الله خيراً.
خلاصة الفتوى:
لا يجوز للولي أن يعضل موليته إذا تقدم لها من يرضى دينه وخلقه، والعبرة بالحال التي هو عليها الآن لا بماضيه مهما كان.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الخاطب المذكور مرضي الدين والخلق فلا يجوز للأخ رده فإن هذا من العضل الذي نهى الله عنه في محكم كتابه وعلى لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُم بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:232}، وقال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما.
وعلى هذا الأخ أن يحكم بالظاهر، ولكن لا مانع أن يتحرى ويتثبت... فإذا شهد العدول بأن هذا الشخص مرضي الدين والخلق.. فعليه أن يقبل بتزكيتهم وشهادتهم والعبرة بالحال التي هو عليها لا بماضيه مهما كان.
وننبه السائل الكريم إلى أنه لا يجوز للرجل أن يقيم علاقة مع امرأة أجنبية عنه ولو بحجة الزواج، وللمزيد من الفائدة والتفصيل انظر الفتاوى ذات الأرقام التالية: 14672، 998، 71086، 30003، 65917 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.