عنوان الفتوى : لا سعادة في زواج يعارضه أهل الزوجين.

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

أنا فتاة محتجبة و مثقفة و أبلغ من العمر 26 سنة تعرفت على شاب منذ 3 سنوات و حدثني أنه يريدني زوجة له على سنة الله و رسوله فصارحته بإعجابي بأخلاقه و دينه و لكن عائلتي سوف ترفض رفضا تاما لسبب وحيد أنني أنا من عائلة عريقة من المدينة أما هو عائلته تسكن في ريف مدينة أخرى يعني لسنا من نفس المستوى الإجتماعي و عائلته ترتدي اللباس التقليدي أما عائلتي تلبس اللباس المتحضر و لكنني دون أن أشعر تعلقت به فقد كنت أعمل معه في العطلة الصيفية لأنه يعمل أجيرا لدى أخي لما وجدت فيه من حسن و خلق و دين و طيبة قلب لم أجده في أحد فقد وجدت فيه نفسي وجدت معه الراحة والطمأنينة التي طالما بحثت عنها و وجدته يحمل نفس الطموح و الأهداف التي أحملها و أبحثها في شريك حياتي و هي طاعة الله و التقرب منه و تربية أطفال منذ الصغر على سنة رسول الله. و خلال هذه السنوات تقدم لخطبتي عدد من الشبان بعضهم متدين و بعضهم لا و لكنني لم أشعر بالراحة و الطمأنينة لأي واحد فيهم و تمت خطبتي رسميا مرتين غصبا علي و إرضاء لعائلتي و باءت الخطبتين بالفشل و في الفترة الأخيرة تشجع هذا الشاب و تقدم لخطبتي من أخي و كانت الكارثة و كأنه ارتكب جرما و انهالت علي عائلتي بالضرب و الشتائم و الدعاء علي و عليه بالشر و كيف يتجرأ و يتقدم لخطبتك إلى غير ذلك فسألوني عن رأيي فقلت أنا مقتنعة بدينه و أخلاقه و ظروفه و موافقة إذا أنتم موافقون فأنا أرى فيه صفات الزوج الصالح و لا يهمني الفرق الاجتماعي فنحن كلنا مسلمون فجن جنونهم كيف أقول هذا الكلام و انهالوا علي بالضرب و الشتائم و اتهموني بالنفاق مع الله لأنني أريد ما لا يريده والداي و قالوا لي إذا أنت مصرة على رأيك و تريدين الزواج منه نحن مستعدون لتزويجك منه بشرط دون إقامة حفل و تخرجين من البيت دون عودة للأبد حتى إذا توفي أحد من العائلة و أنت ممنوعة حتى من زيارة قبورنا و نحن متبرؤون منك في الدنيا و الآخرة فقلت لا ،أريد أن أتزوجه بموافقتكم و إلا لا داعي لذلك و قدر الله فوق كل شيء و قد حلفتني أمي بالمصحف الشريف بأن لا أكلمه أبدا و أن لا أفكر فيه و أرادت كذلك تحليفي بعدم التزوج منه ما داموا حيين أو ميتين فامتنعت عن هذه الأخيرة و قلت لها مستحيل أن أحلف على مكتوبي فأنا لا أدري ربما يكون مكتوبي و يأتي يوم و يهديكم الله و توافقون عليه. مع العلم أن خالتي متزوجة أيضا من شاب من الريف منذ 40 سنة و قد عارض أبي ذلك الزواج و منع أمي من حضور حفل زفاف أختها و كان لا يزورها و عندما يأتون هم لزيارتنا يعاملهم معاملة غير حسنة، لذلك والدي و إخوتي يخافون كلام الناس و سوف يشمتون في أبي مما فعله منذ 40 سنة مع العلم أن أبي الآن مريض لا يخرج من المنزل تقريبا منذ 5 سنوات و لكنني أشعر بالظلم من طرف والدي يحرمونني الفرحة و السعادة مع الشخص الذي أريده خوفا من الناس و كلامهم و ينسون الخوف من الله. مع العلم كذلك أن والديه غير موافقين لأنهم كذلك يريدون تزويجه من منطقتهم لكي يضمنوا أنه لن يعيش بعيدا عنهم مع العلم أنه يسكن في مدينتنا منذ 5 سنوات و يقول إنه لا يستطيع أبدا العودة للعيش في قريتهم مهما من تزوج. هل هذا عقاب من الله عز وجل لأبي و ما فعله في الماضي؟ وهل يستطيع الإنسان تغيير مكتوبه؟ فإن عائلتي تتهمني أن الله بعث لي مكتوبي و أنا رفضته من خلال رفضي و عدم تفاهمي مع أولئك الشبان الذين تقدموا لخطبتي. و هل والدي آثمان برفضهم لهذا الشاب الذي هو على دين و خلق؟ لأن أمي تقول في بعض الأحيان لو كان ذا منصب و مال نجد ما نقوله للناس و لكن ماذا نقول للناس. أليس الدين و الخلق كافيين؟ أم نحن في زمن المنصب و المال و الدين لا يهم يأتي في الأخير إن أتى أو لا يهم؟ ما رأيكم في حلفاني بالضغط، هل يجب أن ألتزم بهذا الحلفان ما حييت؟ و لكنني أفكر فيه دون أن أشعر. و هل أنا آثمة برفضي للحلفان الأخير؟ هل أمتثل لأمرهم و أنسى الموضوع للأبد أم أحاول أقناعهم و لا أقنط من رحمة الله؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

خلاصة الفتوى:

 

لا يجوز لأبوي الفتاة رفض من قبلته إن كان مرضي الدين والخلق لغير مسوغ معتبر شرعا، ولا يجوز لهما رفض الموافقة بطرد البنت وهجرها.

ولكن الأولى والذي ننصحك به هو تقديم هواهما على هواك لممانعة أهل الفتى أيضا، ولا سعادة في زواج يعارضه أهل الزوجين.

وأما هل يأثم والداك لعدم رغبتهما فيه؟ فالجواب أنه لا إثم عليهما في عدم في الرغبة  في ذلك الشاب ولكن يأثمان إن منعاك منه وكان كفؤا وأيضا موافقتها على هجرك وقطع الرحم بينك وبينهم.

ويمينك منعقدة إن لم يكن الضغط والإكراه ملجئا خيفة ما يترتب عليه من أذى ونحوه، ولا إثم عليك في عدم حلفك على أنه لن يكون قدرك في المستقبل ولا تفكيرك فيه دون قصد ولا حنث بذلك، وإنما المعتبر ما تعمده القلب وقصده. 

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

 

فلا يجوز لوالديك منعك ممن رضيت دينه وخلقه من أجل مسكنه أو عائلته أو غير ذلك، لكن ما دام أهل الشاب غير موافقين أيضا فلا ننصحك بالزواج منه لعدم رغبة أهلك فيه ولممانعة أهله، فإن تزوجتما على تلك الحال فستعيشان طريدين عن عائلتيكما ولا سعادة في ذلك، والرجال غيره كثير. فالأولى أن تعرضي عنه كما فعلت وتبحثين عن غيره من ذوي الدين والخلق. ولعل يرزقك خيرا منه بسبب طاعتك لأبويك وتقديمك لهواهما على هواك.

وأما المكتوب المقدر فلا يمكن للمرء تغييره وسيقع لا محالة، وقول أهلك (إنك رفضت مكتوبك) خطأ لأن هذا من أمر الغيب لا يعلمه إلا الله عزوجل، وإن كان مكتوبا فسيقع كما ذكرنا.

وأما هل يأثم والداك لعدم رغبتهما في ذلك الشاب صاحب الخلق والدين؟ فلا؛ لأن ما ورد من الحث على تزويج مرضي الدين والخلق محمول على الندب والإرشاد لا الوجوب كما قال المناوي وغيره، وإنما يأثمان بمنعك من الزواج منه إن رضيت به ودعوت إليه. وخطبتك من ذلك الشاب لا يمكن الجزم بكونها عقابا من الله لرفضه تزويج خالتك من مثله لأن رفضه قد لا يستحق عليه العقاب ولأن ذلك من أمر الغيب.

وأما يمينك فهي منعقدة ويلزمك الوفاء بها والبر، وإلا تفعلي تلزمك كفارة يمين، لكن التفكير فيه دون قصد وإرادة لا حرج فيه ولا حنث، كما لا إثم عليك في عدم حلفك على أنه لن يكون قدرك في المستقبل ولو بعد موتهما، لما ذكرت من تغير الأحوال وغيرها، وإن كان الإكراه هنا على اليمين ملجئ بسبب الخوف من العقوبة والأذى فاليمين غير منعقدة ولا حنث فيها.

ونصيحتنا لك أن تمتثلي أمر أبويك والسعي في مرضاتهما وتبحثي عن غير ذلك الشاب من أصحاب الدين والخلق وسيجعل الله لك من أمرك يسرا.

ولمزيد من الفائدة راجعي الفتاوى ذات الأرقام التالية: 19185، 13217، 998، 32303، 94537.

والله أعلم.

 

أسئلة متعلقة أخري
لا حرج في طلب الرجل الزواج ممن رفضته قبل ذلك
من وعد فتاة بالزواج ثم رغب عنها لكونها مطلّقة
توقف المرأة عن الدعاء بالزواج من شاب معين إن رفضه الأهل
رفض الشاب لأجل وضعه المادي
نصائح لمن ابتلي بعشق فتاة وتوقف عن طلب العلم ورفضت أمّه زواجه منها
تعرف على فتاة وأسلمت على يديه وكان يريد نكاحها فاغتصبت وحملت
مآلات نكاح السافرة
لا حرج في طلب الرجل الزواج ممن رفضته قبل ذلك
من وعد فتاة بالزواج ثم رغب عنها لكونها مطلّقة
توقف المرأة عن الدعاء بالزواج من شاب معين إن رفضه الأهل
رفض الشاب لأجل وضعه المادي
نصائح لمن ابتلي بعشق فتاة وتوقف عن طلب العلم ورفضت أمّه زواجه منها
تعرف على فتاة وأسلمت على يديه وكان يريد نكاحها فاغتصبت وحملت
مآلات نكاح السافرة