عنوان الفتوى : منع البنت من الزواج إلا ممن يحمل جنسيتها

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

بسم الله الرحمان الرحيم، فضيلة الأستاذ أشكركم على هذا الموقع الذي يتيح لنا فرصة للشكوى، أما بعد: أنا شابة من دولة عربية أقطن بأوروبا لوحدي من أجل لقمة العيش وما زلت عذراء لم يمسسني أي رجل بحياتي، مشكلتي تكمن أنني أحس بأنوثتي زيادة عن اللزوم مما تسبب لي في أنني أمارس العادة السرية وأنا أعرف أنها حرام، ولكن ليس بيدي حل لأن والدتي لا تريد تزويجي، وأنا أبلغ من العمر 28 سنة وأخواتي أصغر مني متزوجات، وأنا أحب أن أتزوج من رجل يحمل جنسية بلد ثان عربي البلد الذي طالما أحببته، لا أريد أن أذكر اسم البلد أو البلد الذي أنتمي إليه أو أين اقطن بأروبا ووالدتي ترفض فكرتي هذه رغم أنني تقدم إلي رجلان من هذا البلد وكل منهما رفض، رجوت أمي من غير فائدة مصممة أن أتزوج ابن بلدي، ولكني لا أحب أن أتزوج ابن بلدي، ستقولون ما هو السبب سأرد عليكم وأقول القلب وما يهوي وأمي لا تعرف هذا من وأنا صغيرة أحلم بهذا الرجل وكنت أقول لها هذا كانت تقول لي أنت تطلبين المستحيل، (هذا لوبدك تكوني بأوروبا تجدينه هذا من ذلك البلد الذي تحلمين به) أريد أن أتزوج لأصون نفسي من الحرام وأنتم تعرفون حال بنت عايشة بأوربا ولوحدها لها كل الحرية، ولكنني أخاف الله ولا أربط علاقات حب ولا أي نوع من هذا، فأنا والحمد لله مسلمة أصلي أصوم وألتزم حدود الله، العيب الوحيد أنني أمارس العادة السرية ولكن والدتي لا تعرف أنني أحس بأنوثتي والدتي مصممة على عدم اختلاف الجنسية، تقول لي ليست فيهم ثقة يكذبون على البنات هذا هو تفكيرها وأنتم تعرفون شباب اليوم لايفتشون عن واحدة بعمري بل الأصغر مني ولكن الذين يتقدمون إلي كلهم مطلقون وهي رافضة للمطلق، كلما أعاتبها وأقول لها، من قبل أن أغادر بلدي تقدم لي شاب أعزب ابن بلدي مقيم ببلجيكا لماذا رفضته تقول لي لا تذكريني بالماضي وأقول لها لما تقدم لي شاب ابن بلدي لماذا وافقت على الخطبة ولكني في كل صلاتك كنت تدعين ألا يكون من نصيبي تقول لي لم أردك أن تعيشي بجنوب البلد وأقول لها لما تقدم إلي رجلان أبناء بلدي ولكنهم بأوروبا ومطلقان تقول لي لم أرد لك مطلقا بأولاد، أقول أمي معها حق ولكن كلما أرى نفسي أطرق باب العنوسة أقول ليس معها حق لأنها ظلمتني، ولكن خطرت ببال فكرة جهنمية لكي أتخلص من سيطرة أمي هو أنني تعرفت علي شاب من بلدي هنا باسبانيا وطلب يدي للزواج ووافقت من غير ما أفكر لأنني كنت أخطط لأن أتزوجه، أما بعد العرس لا أتركه يدخل بي حتى تصير مشاكل وأطلب الطلاق أو أتزوجه لمدة شهرين ثم أطلب الطلاق لكي أقول لوالدتي هذا ابن بلدي تزوجته ولكنه كذب علي وظهر أنه ابن حرام، وأقول لها قلت الذي اخترته ليس كما ينبغي، كل هذا لكي أقول لها اخترت ما تريدينه فظهر أنه ابن حرام، وأنا الآن عندي الحرية في أن أتزوج من أريده، كل هذا خططت له للاستقلالية ،ولكن فيه شيخ بالجامع أخبرته بكل شيء على أساس أنه سيعقد القران، وقلت له: (زواجي مش نية رجوت ألا ارتكب جرما في نفسي وفي ذلك الشاب وقال لي إنك تلعبين بالنار وهذا الزواج حرام لأنه قصد غير النية قلت له أنت تعرف مرادي) فما الحل أتزوج من وراء والدتي حتى أجعلها أمام أمر الواقع، قال لي الحل بيد والدتك ما دامت رافضة الزواج من غير جنسيتك، ولكن لا بد أن تعرف أن ابنتها تعيش في أوروبا حيث الحياة كلها حرية وأن تصونك أحسن مما تقعين في الحرام قلت له أنا لا أفكر هكذا ولكن والدتي تثق بي، ولا أريد أن أخون ثقتها، ولكن كما سبق وذكرت أنا أحس بأنوثتي ولي الحق في أن أتزوج وأمارس حقي الطبيعي أو أتزوج من رجل يحميني ويدفئني بحنانه بشخص أستعين به ويحبني وأحبه لأنني فاقدة لهذا الإحساس بكل معني الكلمة، وأحس بفراغ والله خلق الذكر والأنثى كل ليكمل بعضه، ولا احد يفهمني حتى والدتي، وجزاكم الله خيرا علي هذا الموقع، وأرجو منكم عدم إهمال رسالتي، أرجوكم وأرجو منكم أن تبعث لي الجواب علي ايميلي الخاص لأنني لا ادخل علي النت كثيرا. ملاحظة الشاب الذي كنت سأتزوج من غير نية الزواج ستسألون لماذا لا أتزوجه سأقول لكم لأنه ليس جميلا وهو قصير ، ستقولون يمكن أن تكون والدتك محتاجة لمساعدتك، سأقول لكم عندها ما يكفي والحمد لله أرجو الرد بأقرب وقت .

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

خلاصة الفتوى:

ننصحك قبل كل شيء بالرجوع إلى بلدك فإن إقامة المرأة وحدها بل وإقامة غيرها في تلك البلاد فيها من المخاطر ما لا يخفى، والمحافظة على الدين والأخلاق أولى بكثير من جمع المال.

 ثم نقول: لا تجب عليك طاعة أمك في منعها إياك من الزواج من غير أبناء بلدك لما في ذلك من الضرر عليك، وليس ما تعانينه الآن إلا نتيجة لذلك المنع والتضييق، وممارستك للعادة السرية وما تعتبرينه حلا لمشكلتك هو من التحايل والغش والكذب، وكل ذلك محرم شرعا، ويجب الكف والإقلاع عنه والتوبة مما وقعت فيه ، والحل الصحيح هو أن تتزوجي بمن يريدك من الأكفاء المرضيين دينا وخلقا دون اعتبار بلده أو نحوه، وإن وجدت تلك الصفات في ابن بلدك فلا شك أنه هو الأولى، مع العلم أنه لا بد من إذن الولي وموافقته بحضوره أو توكيله لغيره، فإن لم يوجد فالمراكز الإسلامية في تلك البلاد تتولى الأمر، وليست الأم من الأولياء.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا تجب عليك طاعة أمك فيما تريد من عدم زواجك إلا من نفس بلدك لما بينا في الفتوى رقم: 20914 . وصونك وعفافك أولى.

 ومن آثار رأيها ما تعانينه الآن من آثار العنوسة وتأخير الزواج، وهو مخالف لما أرشد إليه الشارع من تعجيل زواج الأيم متى وجدت كفؤا، وعدم اعتبار غير الخلق والدين.

وبناء عليه، فلا حرج عليك وأنت تعيشين في تلك البلاد أن تتزوجي أي مسلم ذا خلق ودين ولو لم يكن من جنسيتك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. رواه الترمذي.

وننبهك إلى أنه لا بد من موافقة الولي وحضوره أو توكيله لغيره لينوب منابه ما لم يتحقق عضله بالمنع من الزواج من الأكفاء أو يتعذر الوصول إليه لعدم وجوده أو غيبته حيئذ تقوم المراكز الإسلامية في تلك البلاد مقامه وتتولى الأمر، وانظري الفتوى رقم: 5483.

وأما الحيلة التي ذكرت فهي محرمة، وعليك صون نفسك من مخاطبة الرجال ومخالطتهم أو إقامة العلاقات المحرمة مع أي رجل أجنبي عنك مهما كان غرضها.

وننصحك بالرجوع إلى بلدك حيث أهلك لما في إقامتك وحدك في تلك البلاد من المخاطر عليك أو أن تسعي للحصول على زوج ليكون معك ويعفك عن الحرام، ويصونك عن أعين الطامعين وكيد المتربصين، فبادري للزواج من كفؤ تسعد به نفسك ويطمئن بالك ويعينك على طاعة ربك والبعد عن معصيته.

واعلمي أن السفر دون محرم وممارسة العادة السرية والخلوة بالأجانب كل ذلك محرم شرعا، ومعصية لله عز وجل وانتهاك لحدوده، فتوبي إليه واستغفريه يغفر لك، وبادري بالأسباب التي تعينك على الإقلاع والكف عن ذلك.

 وللمزيد انظري الفتاوى ذات الأرقام التالية: 5524، 71739، 3859، 6219، 13511.  

والله أعلم.