عنوان الفتوى : تاب ويريد الزواج ممن زنى بها وهي تأبى
بسم الله الرحمن الرحيمأنا إنسان أرتكب العديد من المعاصي حتى صحوت من غفوتي ولجأت إلى الله، سؤالي هو: أنا زنيت في إنسانة أحبتني وأحببتها وحصلت مشاكل بيني وبينها أني هددتها بأن أفضح أمرنا إذا لم أتزوجها ولأنها هي لا تريدني وأنا والله تائب أصلي وأدعو ربي بأن يغفر لي ولها وأريد أن أرجع هذه الثقة والحب بيني وبينها وهي الآن غاضبة أريد أن أصلح ما أفسدت كي أرضي ربي وأخاف غضبه، فماذا أفعل، أنا أدعو الله دائما ومتوكل على الله، أتمنى أن تنصحوني؟ وشكراً.
خلاصة الفتوى:
الزنا من كبائر الذنوب، ومن ارتكبه وجبت عليه المبادرة إلى التوبة منه، وينصح بالابتعاد عمن كانت شريكة فيه، والزواج بين الزانيين ليس شرطاً في التوبة، وإنما هو مباح إذا تابا معاً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الزنا من كبائر الذنوب، وقد ورد تحريمه بالكتاب والسنة والإجماع، قال الله تعالى: وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً {الإسراء:32}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن. رواه البخاري ومسلم. والزنا عاقبته وخيمة في الدنيا والآخرة، وعلى المسلم التوبة إلى الله سبحانه وتعالى من هذه الكبيرة العظيمة.
وشروط التوبة هي الإقلاع عن الذنب والندم عليه والعزم على أن لا يعود إليه، فإذا عرفت هذا وكنت حقاً تائباً إلى الله وتريد أن ترضي ربك وتخاف غضب الله... فأعلم أن أول واجب عليك هو الابتعاد عن هذه البنت التي وصلت حالك معها إلى ما ذكرت، فالشيطان الذي أغواك وزين لك ما صرت إليه لن يترك غوايتك ومحاولة معاودتك ما كنت عليه من قبل.
وأما موضوع التزويج بهذه البنت فإنه ليس شرطاً للتوبة ولا لإصلاح ما فسد، فإن تراضيتما عليه فإنه مباح لكما إذا كنتما قد تبتما معاً، وإن كانت هي ممتنعة منه فإنه لا أحد يجبرها على ذلك، فالواجب -إذاً- تجنبها كما بينا.
والله أعلم.