عنوان الفتوى : هجر الأخ الذي يقابل الإحسان بالإساءة والكيد
لي أخي ابن أمي وأبي يعاملني معاملة سيئة للغاية طيلة سنوات. وكنت دائما أقابل ذلك بالحسنة خوفا من عقاب ربي ومحافظة على صلة الرحم..لكنه تمادى في ظلمه لي وتفنن في إيذائي بالقول ومحاولته الاعتداء علي ماديا لولا تدخل بقية أشقائي..وأصبح يكيد لي المكائد آخرها أن قدم قضية عدلية يتهمني فيها بالتدليس وهي جناية تصل بمرتكبها للسجن..وأنفق الأموال للمحامين في سبيل تثبيت ذلك..لكن كلمة الحق هي كلمة الله هي الأقوى..أنتظر منه كل يوم أو أسبوع مكيدة..مع العلم أن محل سكناي بعيد عنه..فهل يجوز لي الابتعاد عنه وعدم مقاربته؟ وهل أكون قاطع صلة رحم إن فعلت ذلك؟مع العلم أني لا أكرهه ولا أكن له أي حقد..فقد طرقت معه كل أبواب الصلح ..لكنه يفسر ذلك ضعفا مني وخوفا منه..ومع العلم كذلك أنني أبلغ 50 وهو يكبرني بعدة سنين..
خلاصة الفتوى:
إن ثبت أن أخاك يقوم بإيذائك والكيد لك فلا حرج عليك في اجتنابه والبعد عنه، ولا يعتبر ذلك منك قطيعة لرحمك، وإن أمكنك صلته بإي أنواع الصلة الأخرى فافعل.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
وإن ثبت عن أخيك ما ذكرت، ولم يكن له في ذلك مبرر شرعي، فلا شك أنه مسيء وقاطع لرحمه، وصبرك عليه تنال به الأجر العظيم من الرب الكريم، وعليك بكثرة الدعاء له بالصلاح، ولا تيأس في سبيل تحقيق ذلك وبذل أسبابه، عسى الله أن يجعل بينك وبينه مودة من بعد الخصام، وذلك على الله يسير.
وإن استمر في إيذائك والكيد لك فلا حرج عليك في اجتنابه والبعد عنه ولا يعتبر ذلك منك قطيعة لرحمك، وإن أمكنك صلته بأي أنواع الصلة الأخرى فافعل. وراجع الفتوى رقم: 66764، لمزيد الفائدة.
وينبغي لأشقائك أن يكون لهم دور في الإصلاح قدر الإمكان، أو أن يدفعوا عنك كيد أذاه.
والله أعلم.