عنوان الفتوى : حكم من لمس المصحف ويده نجسة
لدي مشكلة كبيرة جداً وهي أنني قبل 3 سنوات لمست وتصفحت المصحف الشريف وكتبا دينية كثيرة تحتوي على آيات من القرآن الكريم ويدي نجسة, ولكنني تبت ونطقت بالشهادتين للدخول في الإسلام من جديد وأنا نادم جداً، أنا الآن خائف خوفا شديداً فكيف أصنع مع العلم بأن المصحف والكتب الدينية ليست لي بل هي لوالدي, فلو كانت لي لأحرقتها جميعها لأنه من المستحيل تنظيفها، فهل أعد بهذا كافرا لأنني لم أتصرف، فأفيدوني يرحمكم الله فأنا في حيرة من أمري؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فملامسة المصحف الشريف والكتب الدينية بيدين متنجستين تتنافى مع تعظيم حرمات الله وشعائره، وقد قال الله تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَ رَبِّهِ {الحج:30}، وقال تعالى: ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ {الحج:32}، ولكن هذا الفعل لا يعتبر ردة ما لم يكن قد فعل بدافع احتقار المصحف أو الكتب الدينية والاستهانة بها.
وعلى أية حال فما فعلته من التوبة هو واجبك، ونسأل الله أن يتقبل منك، علماً بأنه ليس من اللازم إحراق تلك الكتب لتطهيرها، بل يكفي غسل محل النجاسة عنها إذا كان في يديك بلل من النجاسة حين ملامسة الكتب، وهذا على تقدير أن النجاسة لم تخالط حروف المصحف، وأما لو كان العكس فإنه لا بد من حرق المصحف أو إزالة النجاسة عنه بالماء الطهور ولو أدى إلى ذهاب بعض الحروف على أن تعاد كتابتها بعد ذلك.
جاء في منح الجليل: وإن كتب مصحف بمداد متنجس محي بماء طهور أو أحرق. انتهى.
وفي هذه الحالة يجب أن تخبر أباك بالأمر ليطهر الكتب.
والله أعلم.