عنوان الفتوى : هل يتقدم الرجل لخطبة امرأة أكثر منه تدينا
ما معنى قول الله تعالى في الآية رقم 26 من سورة النور:الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ.{ النــور:26}، هل تعني أنه لا يمكن أن يجتمع رجل دين مع امرأة غير دينة والعكس، وإذا كان هذا هو المراد فما هو مفهوم قول الله تعالى في الآية 11 من سورة التحريم {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ } حيث لم يكن فرعون كزوجته العفيفة. أرجو الإفادة حيث إني شاب مقبل على التقدم لفتاة لخطبتها لكني أشعر أنها أفضل مني من الناحية الدينية فهل مفهوم الآيات أني لا أستحقها أم لا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا ننصحك بالحرص على ذات الدين، ولا يمنعك من ذلك كونها أعلى منك دينا عملا بحديث الصحيحين: فاظفر بذات الدين.
وعليك بمجاهدة نفسك وحملها على الاستقامة حتى تكون طيبا. وعليك أن تستر نفسك إن كانت عندك أخطاء سابقة، وأن تتوب إلى الله توبة صادقة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واعلم أن امرأة فرعون كانت زوجا له قبل إسلامها، فلما أسلمت استعاذت بالله منه. وقد أكرمها الله بالشهادة. وورد في بعض الآثار عند الطبراني وغيره: أنها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة. وهذه الآثار ذكرها السيوطي وابن كثير وغيرهما وقد ضعفها الألباني.
وراجع في مشروعية إباء المرأة عن نكاحك إن علمت بفسوقك، وفي تفسير آية النور، وفي تصحيح المفهوم الذي فهمته، وفي المزيد عما تقدم الفتاوى التالية أرقامها مع إحالاتها: 33972، 2403، 6996، 28160، 28502، 95582، 80112، 38866.
والله أعلم.