عنوان الفتوى :

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته,,, سؤالي هو: عندما أقرأ القرآن و أمرُّ على آية فيها وعيد و ذكر لعذاب جهنم ، أو إذا سمعت آية كما سبق.. فإنني أخاف و لكنني لا أتأثر بالآية أي أنني لا أبكي أو أحس بالخوف الشديد، و لكن في بعض الأحيان عندما أكون وحدي في شهر رمضان فإنني أتأثر و أبكي بكاءً خفيفاً.. لا أعلم سبب ذلك أتمنى أن لا يكون ضعف في الإيمان ، مع أنني و لله الحمد أقرأ القرآن كل الليلة.. أفيدوني أفادكم الله ، و جزاكم الله خير الجزاء

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: ‏

فإن الخوف من الله تعالى والفزع إليه عند ذكره وذكر وعيده، هو شأن المؤمنين ‏المخلصين، وهو يتفاوت قوة وضعفاً حسب قوة إيمان المؤمن وضعفه، فكلما كان المؤمن ‏أشد مراقبة لله تعالى واستحضاراً لعظمته واستشعاراً لجلاله، كان ذلك الخوف والتأثر ‏عنده أقوى قال تعالى: ( إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم ‏آياته زادتهم إيماناً) [الأنفال:2] ‏
فسبب ضعف الخوف والتأثر، أو عدمه بالكلية، عند تلاوة القرآن هو قسوة القلب وشرود ‏الذهن في مشاغل الدنيا ومتعلقاتها، مما ينشأ عنه عدم التدبر والتفكير في معاني هذا القرآن ‏وقصصه، وأوامره ونواهيه، وما أعد لأهل الخير، وتوعد به أهل الشر.‏
‏ فلا شك أن الإنسان لو تعبد الله تعالى بالمعنى الحق، وقرأ القرآن بتدبير وتمعن وصرف قلبه ‏عما سوى ذلك، لوجد في قلبه ليناً وخشوعاً لأن الله تعالى يقول: (لو أنزلنا هذا القرآن ‏على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله ) [الحشر: 21] وقول السائل أنه يتأثر في ‏رمضان أكثر من غيره، فهو أمر طبيعي لأن رمضان شهر يتفرغ فيه المؤمن لعبادة ربه، ‏وتصفد فيه مردة الشياطين، وهم أقوى عامل صرف قلب العبد عن ربه، وعن ما فيه له ‏الخير، فإذا صفدوا ولم يستطيعوا يصلون إلى ما كانوا يصلون إليه، من ابن آدم كان ذلك ‏سبباً لإقباله على مولاه، واستماعه لكلامه استماع تفهم وتمعن، ومما يجدر التنبه له أن ‏للذنوب دور كبيراً في الحيلولة بين القلب وبين قبول الحق، والتأثر بما يتلى من كتاب الله، ‏مصداق ذلك قوله تعالى: ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون) فالتخلص من ‏الذنوب بالإقلاع عنها والتوبة ورد المظالم أو الاستحلال منها كل ذلك مما يعين على جعل ‏القلب يقبل الحق ويتأثر بالتلاوة والموعظة.‏
والله أعلم.‏