عنوان الفتوى : هل هناك علاقة بين الأحلام والاستخارة
تقدم لخطبتي أحد الشباب الذي رشحه لنا بعض الأصدقاء المقربين و قالوا عنه إنه إنسان ملتزم ومحترم وعندما حضر الى منزلنا أحسست بهذا أيضا ولكني عندما قمت بأداء صلاة الاستخارة، حلمت أني أقف على لسان خشبي وأنظر إلى الماء والماء هادئ وكان أبي يقف وسط الماء بهدوء أيضا، وبعد هذا قمت برمي نفسي في الماء _مع العلم أني أخاف كثيرا من البحر والسباحة_ ثم بدأت أسبح بهدوء حتى اقتربت من أبي وقلت له وأنا سعيدة أنا قدرت أعوم يا بابا فابتسم لي ولكني شعرت فجأة أن الماء بدأ يأخذني بعيدا عن أبي بالرغم من هدوء الماء وحاولت أن أصرخ طلبا للنجدة لكن كان صوتي محبوسا بداخلي فلم أستطع أن أنطق بكلمة وكنت أتنفس بصعوبة ثم بدأت بمحاولة السباحة مرة أخرى بتحريك ذراعي فسبحت ووصلت إلى أبي مرة ثانية ولكني كنت اتنفس بصعوبة وصحوت على هذا. أفيدوني جزاكم الله خيرا، ما معنى هذا لأني لم أعد قادرة على التفكير فأحس بالارتياح مرة وبالخوف مرة أخرى ولا أدري ما أفعل ....وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنت فيما قمت به من الاستخارة، فإنه ينبغي للمسلم أن يحرص دائما على الاستخارة والاستشارة في أموره كلها، فلا يقدم على أمر حتى يستخير الله عز وجل، ويستشير أولي الأحلام والنهى، فإنه كما قيل: ما خاب من استخار ولا ندم من استشار.
وأما ما ذكرته من الحلم فإنه لا علاقة بينه وبين الاستخارة، فالأحلام لا ينبني عليها شيء. وغاية ما فيها أنها إذا كانت صالحة فهي من الله، وإن كانت غير ذلك فهي من الشيطان، وعلى صاحبها أن يفعل ما أرشد إليه فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما روى البخاري في صحيحه عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلما يخافه فليبصق عن يساره وليتعوذ بالله من شرها فإنها لا تضره.
والله أعلم.